صور تتأرجح بين النمطية وتصورات وردّية مناسباتية يرسمها الإعلام المغربي في تعاطيه مع قضايا النساء رغم الجهود الحثيثة التّي تُبذل منذ سنوات في محاولاتٍ يائِسة لتحسين وضع المرأة. الإعلامية أمينة كميلي، المختصة في قضايا المرأة، قالت إنّ "صور المرأة في الإعلام لا تعكس الواقع والتطور الذي أصبحت تحرزه المغربيات في العديد من المجالات، خاصة في الوصلات الإشهارية والأعمال الدرامية"، وأبْرزت في حديث لهسبريس أن "المرأة مازالت حبيسة المطبخ، أو خادمة، أو ربة بيت لا تهتم سوى بشؤونه". "رغم تناول الأعمال الدرامية لقضايا نسائية من خلال تسليط الضوء على المرأة المناضلة والسياسية في الآونة الأخيرة، إلا أنّها تظل حالات معزولة لا تعكس واقع المغربيات"، تضيف كميلي. في مُقابل ذلك، تؤكد المتحدثة نفسها أن "التطرق لقضية المرأة يتم بإيجابية، من قبيل وصفها بالقوية والناجحة والقائدة، كلما حلّ الثامن من مارس من كل سنة فقط". وانتقدت كميلي تسليط الإعلام البديل الضوء على حالات نسائية "تافهة"، في حين يتم تجاهل كفاءات نسائية حققت نجاحات باهرة في مجالات رائدة، وذلك من أجل خلق "البوز"، وجعل المرأة نفسها تكرس الصورة النمطية السائدة إزاءها في المجتمع من خلال نشر محتويات تقلل من شأنها. ودعت الإعلامية المغربية إلى "التعامل مع الخطابات التّي تبث على وسائل الإعلام بكثير من الجد ومواجهتها، نظراً لتأثير الإعلام على الجمهور وقدْرته على صنع تمثلات تمييزية تجاه النساء". من جهته، اعتبر الناقد الفنّي محمد الإبراهيمي أنهّ "رغم النمطية التّي تطبع معظم الأعمال الدرامية التي تقدمها قنوات التلفزيون العمومي، إلا أنّ عدسات المخرجين المغاربة بدأت تتجه نحو قضايا تعكس نضال المغربيات من أجل حقوقهن، ورفضهن لكافة أشكال التمييز". من بين الأعمال الدرامية التّي نجحت في مُقاربة صورة إيجابية عن النساء، ذكر الإبراهيمي مسلسل "الزعيمة"، للمخرج علاء أكعبون، "الذي غاص في أعماق المشاركة السياسية للنساء ونضالهن من أجل انتزاع حقوقهن، إلا أنها تظل أعمالا معدودة على رؤوس الأصابع، عكس الأعمال السينمائية التي تشهد خلال الفترة الأخيرة اهتمام المخرجات بصناعة سينمائية نسائية تنتصر لقضاياهن بشكل أو بآخر". ورأى الإبراهيمي، في حديثه لهسبريس، أن "الأعمال الدرامية التي يُقدّمها الإعلام المغربي مازالت تُقدّم رسائل فجّة ومشوهة عن المرأة على الرغم من أنّ العمل الفنّي ينبغي أن يكون انسيابياً، وأن ينهل من المعيش اليومي".