توقّع تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن يتم فتح الحدود المغربية الجزائرية في الأسابيع أوالأشهر القليلة المقبلة، معتبرا في حوار مع موقع قناة "فرانس 24" أنه لا يُعقل أن تطالب جميع دول المغرب العربي بتفعيل هذا الفضاء السياسي والاقتصادي وترفضه الجزائر بمفردها. وقال الحسيني في الحوار ذاته أن هناك عوامل تحُول دون تحقيق فتح الحدود المغربية الجزائرية ذكَر من بينها موقف المؤسسة العسكرية الجزائرية "المتصلب إزاء مشروع فتح الحدود ومشكلة الصحراء الغربية"، مؤكدا أن النظام الجزائري سيجد نفسه معزولا ويسبح عكس التيار، إذا ما استمر في رفض مطلب فتح الحدود البرية مع المغرب، خاصة وأن رياح الربيع العربي هبت على بلدين مغربيين، يضيف أستاذ العلاقات الدولية المشار إليه. وعن تعليقه على تبرير السلطات الجزائرية لعدم فتحها لحدودها مع المغرب بتخوفها من تهريب السلع والمخدرات، ردّ الحسيني بأن غلق الحدود هو الذي يشجع في الحقيقة سياسة التهريب، واصفا تبرير السلطات الجزائرية بالأسطوانة المعروفة وغير المقبولة، ومتمنيا أن يسلك المغرب والجزائر نفس ما سلكت فرنسا وألمانيا اللتان توصلتا إلى الوحدة رغم ما قال عنه جروح التاريخ، لأن "التاريخ لا ينتظر". وأوضح الحسيني أن الزيارة التي قام بها سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون إلى الجزائر تدخل في إطار التطور الثنائي والإيجابي للعلاقات بين البلدين وتأتي بعد عدة زيارات قام بها مسؤولون جزائريون إلى المغرب، وتهدف زيارة العثماني حسب المتحدث نفسه إلى تطبيع العلاقات بين البلدين التي تأثرت منذ سنوات بغلق الحدود البرية. وكان سعد الدين العثماني قد أنهى يوم الثلاثاء 24 يناير 2012 زيارة وُصفت بالتاريخية إلى الجزائر أجرى خلالها مباحثات مع وزير الخارجية الجزائري وكذا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.