في أعْقابِ تطوُّر الوضع الصّحي لقائد الاحتجاجات في الريف ناصر الزفزافي، ورفيقه نبيل أحمجيق، اللّذين يقْضيانِ عُقوبة سجنية تبلغُ 20 سنة بسجن "راس لما" بفاس، نبّه حقوقيون مغاربة إلى "تدهور الحالة الصّحية للمعتقلين اللذين يصرّان على التّصعيد حتّى تحقيق مطالبهما". ودخلَ الزفزافي ورفقيه أحمجيق اليوم العشرين في إضرابهما المفتوح عن الطّعام تحت شعار "الحرية أو الشهادة". وأكّد مصدر مقرّب من الحراك أنّ "الحالة الصحية للمعتقلين تدهورت بفعل معركة الأمعاء الفارغة التي دخلت أسبوعها الثّالث". وفي وقت يشير والد ناصر الزفزافي إلى أنّ ابنه يتعرّض لتعذيب نفسي ومضرب عن الطّعام منذ أكثر من أسبوعين، اعتبرت مندوبية السّجون أنّ تصريحات الزفزافي تمثّل "ادعاءات كاذبة"، إذ إن إضراب قريبه النزيل بالسجن المحلي رأس الماء بفاس "لم تتعد مدته بعد ثلاثة أيام وليس كما يدعي". ويستمرّ الجدل بين عائلات معتقلي "حراك الرّيف" والمندوبية العامة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج، عقبَ خوض عدد من المعتقلين، من بينهم ناصر الزّفزافي ونبيل أحمجيق، إضراباً مفتوحاً عن الطّعام؛ بينما قالت المندوبية، في وقت سابق، إنّ "إضراب الزّفزافي، النزيل بالسجن المحلي رأس الماء بفاس، لم تتعد مدته بعد ثلاثة أيام". وفي هذا الصّدد، أورد أحمد الزّفزافي، والد أيقونة حراك الرّيف، أنّه "بعد أيام من الإضراب عن الطعام، من المنطق والعدل القول إنه ليست دولة تلك التي تقمع وتعتقل وتعذّب وتسجن وتصدر أحكاما جائرة على أبرياء، فقط نادوا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، داعياً إلى إطلاق سراح الزفزافي ورفاقه ووقف "النزيف". من جانبه، قال سعيد العمراني، النّاشط في حراك الرّيف، إنّ "ناصر الزفزافي وباقي المضربين عن الطعام قادرون على توقيف إضرابهم عن الطّعام شرطَ فتح الحوار معهم وتحقيق مطالبهم جزئيا أو كليا، خاصة أنه سبق للمسؤولين أن وعدوا بتحقيقها بعد إضرابهم الأوّل، مباشرة بعد "تشتيت" معتقلي عكاشة". وفي حالة العكس، يشدّد العمراني على أنّ "المعتقلين لم يعد لهم أيُّ خيار آخر سوى الاستمرار في معركة الأمعاء الفارقة إلى آخر رمق، وهذا بالضبط ما صرّح به أحمد الزفزافي عندما قال: "في آخر زيارة لي لناصر أقسم لي أنه لن يوقف إضرابه عن الطعام هذه المرة إن لم تتم تلبية مطالبه"". وعن إصرار ناصر على الاستشهاد داخل السّجن، اعتبر العمراني أنه "لا أحد في الدنيا يريد الموت بهذه الطّريقة"، مردفا: "نعم ناصر صلب إلا أنه يتقن جيدا لغة الاستماع، فما نطالب به كشباب الريف هو الاعتراف بنا وبوجودنا واحترام كرامتنا"، وتابع: "ناصر لا يصرّ على الشهادة بل يحب الحياة، لكن للأسف لا خيار له اليوم للدفاع عن حقوقه الآدمية في المؤسسة السجنية سوى استعمال سلاح الإضراب المفتوح عن الطعام".