بثقة عالية وفخر كبير وحُب جارف للانتماء إلى القوات المسلحة الملكية، طوت سميرة ماحنين، اليوم، حوالي 14 سنة من القفز بالمظلات ضمن الفريق الوطني النسوي التابع للجيش المغربي، شاركت خلالها في ملتقيات دولية وحازت بميداليات عديدة ورفعت علم الوطن عالياً. ابنة مدينة سلا، البالغة من العمر 34 سنة، كانت تنتمي سابقاً إلى المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم بعشق حملته منذ الصغر قبل أن تغير الشغف بآخر أكثر مغامرة بالانتماء إلى الفريق النسوي الوحيد للمظليات في المغرب ضمن اللواء الأول للمشاة المظليين بمدينة سلا. وتمثل ماحنين، وهي متزوجة حاصلة على شهادة البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية سنة 2005، صورة من تفوق المغربيات في مهن كانت في وقت سابق حكراً على الرجال، بحيث أثبتت أن صعوبة القفز في الهواء الطلق بمظلة لم يقف أمام طموح امرأة. وخلال مسيرة 14 سنة، شاركت ماحنين إلى جانب أعضاء الفريق النسوي للمظليات في ملتقيات دولية في مختلف ربوع المعمور، من البرازيل إلى ألمانيا وإسبانيا وبولونيا وهنغاريا وكوريا الجنوبية، وآخر مشاركة كانت لها في الصين في أكتوبر الماضي حصد خلالها الفريق نتائج مشرفة بين دول عظمى. وتؤكد ماحنين، وهي برتبة مقدم رئيس، أن ما حققه الفريق الوطني النسوي للمظليات راجع إلى ما "توفره القوات المسلحة الملكية بصفة عامة، واللواء الأول للمشاة المظليين خاصة، من دعم على مستوى كافة المجالات من حيث توفير الطائرات والمعدات وتسهيل الإعداد والتداريب المشتركة". وأشارت ماحنين، في حديث لهسبريس، إلى أن الفريق يشارك في عدد من البطولات على الصعيدين القاري والدولي، وقد أحرز مراتب مشرفة جداً آخرها الفوز بالمرتبة الأولى في منافسة تشكيل القفز بالمظلات للسيدات في الألعاب العسكرية العالمية يوم 21 من أكتوبر في الصين، بينما احتل المنتخب الصيني المرتبة الثانية في المنافسة. حين حصلت ماحنين على شهادة البكالوريا، التحقت بالقوات المسلحة الملكية وخضعت للعديد من الاختبارات؛ منها شهادة المظلي وهي التي تخول الحصول على تدريب خاص للحصول على شهادة قافز حر متمرس، ثم الالتحاق بصفوف الفريق الوطني العسكري. وعن تجربتها في القفز المظلي، تؤكد ماحنين أنها نجحت في الأمر، وتقول: "رغم كوني امرأة وما يترتب عن ذلك من التزامات أسرية، استطعت القفز بكل نجاح إلى درجة أني أصبحت اليوم مدمنة على هذه الرياضة". قبل أن تخوض ماحنين رفقة زميلاتها ضمن الفريق الوطني تجربة القفز بالمظلات، خضن تدريبات عديدة، ويبقى أهمها تجربة نظام المحاكاة للقفز الحر التي يتوفر عليها اللواء الأول للمشاة المظليين بمدينة سلا، وهو الوحيد من نوعه في القارة الإفريقية. ويوضح حُسام سكري، مدرب في نظام المحاكاة، أن القفز المظلي كان في السابق حكراً على الرجال؛ لكن اليوم أصبح المغرب يتوفر على فريق نسوي يتقن القفز الحر، واستطاع أن يثبت قدرة المغربيات على تحقيق الصعاب. ويساعد نظام المحاكاة على خوض تجربة مماثلة للقفز الحر من الطائرة؛ وهو الأمر الذي يقرب بشكل كبير المظليات والمظليين من الأجواء الحقيقية للقفز، إذ بعد خوص الحصص التدريبية في نظام المحاكاة ثم القفز في الميدان يصبحن مستعدات للمشاركة في البطولات.