من الأفضل في تاريخ كرة القدم العالمية، بيلي أم مارادونا؟ سؤال سبق أن أجاب عنه استطلاع للاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا زال أسطورتا كرة القدم البرازيلية والأرجنتينية يحاولان الإجابة عنه، ولو بحرب كلامية تخفي، في واقع الأمر، ندية كروية لا تنتهي بين البلدين الجنوب أمريكيين. فخلال السنوات الأخيرة، وفي أكثر من مناسبة، تحجج كلا اللاعبين السابقين بمقولة "البادي أظلم" أو بادر، ليطلق تصريحات نارية ويوجه انتقادات لاذعة للآخر، لعلها تنال من صورته ومن بريق ماضيه الكروي. في سنة 1999 أجرى الاتحاد الدولي إستفتاء شاركت فيه لجنة من خبراء كرة القدم والمدربين الوطنيين عبر العالم، أجمع على أن بيلي الأفضل في تاريخ اللعبة، نتيجة أغضبت الأرجنتينيين، ماحمل "الفيفا" على إجراء استفتاء عبر الإنترنيت اختار فيه الجمهور الكروي مارادونا كأفضل لاعب خلال القرن الماضي. نتيجة كانت نقطة البداية في سجل التصريحات والتصريحات المضادة بين اللاعبين، حيث لم يتردد مارادونا، عقبها، في وصف بيلي بأنه من "عائلة الشيطان"، في إشارة إلى الإتحاد الدولي للعبة، وعاد بعدها ليخرج بتصريح جديد وصف فيه اللاعب البرازيلي السابق بأنه "عدوه الأول". وعقب تولي مارادونا قيادة المنتخب الأرجنتيني عشية مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، لم يتأخر بيلي مرة أخرى في "استفزازه" وقال إنه قبل تدريب منتخب التانغو "لأنه كان بحاجة إلى المال والعمل". تصريح رد عليه اللاعب الأرجنتيني السابق بالقول إن "مكان بيلي هو المتحف". أما آخر فصول الحرب الكلامية بين اللاعبين السابقين فقد كانت يوم الجمعة الماضي، حينما رفض بيلي (71 سنة) في تصريحات لصحيفة "لوموند" الفرنسية أي نوع من المقارنة مع مهاجم منتخب الأرجنتين وفريق برشلونة الإسباني، ليونيل ميسي (24 عاما)، قائلا إنه "اللاعب المفضل لدي، لكن عندما يسجل ألف و283 هدفاً ويحرز كأس العالم ثلاث مرات.. وقتها نتحدث". رد مارادونا لم يتأخر وكان في اليوم الموالي حينما صرح ساخرا أن "عامل السن بدأ يأخد مأخده من بيلي ويؤثر في ما يصدر عنه"، مضيفا أنه "لا يجب أن نلومه على ما يقول، ليس عليه حرج، فهو عاطل عن العمل منذ 20 سنة خلت" و"أصبح مثل قطعة الحلوى التي لا تظهر إلا في حفلات التكريم". وقبلها، وتحديدا عشية انطلاق كأس العالم للأندية في دجنبر الماضي باليابان، أدلى بيلي بتصريح اعتبر فيه أن النجم البرازيلي الصاعد، مهاجم فريق سانطوس، نيمار، أفضل من ليونيل ميسي. ورغم أن نيمار نفسه أكد في أكثر من مناسبة أن ميسي هو الأفضل في العالم، بل ولم يجد حرجا في القول إنه يستنسخ بعض مراوغات وتمريرات اللاعب الأرجنتيني، فإن رد مارادونا كان سريعا وساخرا واعتبر فيه أن "بيلي تناول، من دون شك، جرعة الدواء الخاطئة" قبل الإدلاء بتصريحه. ولعل المواجهات الكلامية المتكررة بين اللاعبين السابقين تجد تفسيرها في الندية التي طالما ميزت المباريات سواء بين الفرق البرازيلية ونظيرتها الأرجنتينية أو بين منتخبي البلدين الجارين. وتعود بدايات الندية الكروية بين البرازيل والأرجنتين إلى سنة 1937 حينما لعب منتخبا البلدين نهاية كأس أميريكا الجنوبية في مباراة أقيمت بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، انتهى وقتها الأصلي بالتعادل السلبي بعدما عانى المنتخب البرازيلي من سخرية واستهزاء الجماهير الأرجنتينية بلاعبيه لاسيما بتقليد أصوات القردة. وخلال الأشواط الإضافية سجل المنتخب الأرجنتيني هدفين أغضبا لاعبي البرازيل الذين انسحبوا من الملعب قبل نهاية المباراة التي أطلقت عليها الصحافة البرازيلية آنذاك "لقاء العار" وانطلقت معها ندية كروية لا تلوح لها نهاية في الأفق. ولأنها مجرد ندية كروية بين قطبي كرة القدم في أمريكا الجنوبية، ولا تخلو تجلياتها من حس الدعابة، شارك مارادونا في أحد الإعلانات التجارية لمشروب غازي برازيلي وظهر فيه وهو يستفيق على وقع "كابوس" ارتدى خلاله قميص "السيليساو" وهو يردد النشيد الوطني البرازيلي، وسبب هذا "الحلم المرعب" هو تناول مشروب الغريم التقليدي الأبدي.