قال الأديب المغربي مبارك ربيع إن "المبدعين المغاربة لم يتبق لهم الحماس الكافي لمواصلة مشوار الكتابة أمام اكراهات تفضيل القراء للكتاب الديني والفضائحي، لكنهم في النهاية يقفون بكل إرادة، لأنهم مسكونون بقناعة: أكتب لأنه يجب أن أكتب". ربيع الذي كان يحاضر أمس الأحد بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أضاف أن "الكتاب المعرفي لا يصل سوى الباحث والأستاذ"، مسجلا أن "تخلف المغرب على المستوى العلمي هو السبب الأول في غياب أدب الخيال على الساحة الثقافية". وأوضح صاحب رواية "الريح الشتوية" أن "المغرب يعيش تبعية علمية، لكن هذا ليس مبررا بالنسبة للكتّاب لكي يغيبوا هذا الجنس عن أذهانهم"، مؤكدا أن "العديد من البلدان التي اشتهرت بهذا الصنف عاشت نهضة علمية اختراعية قوية". وشدد الأديب المغربي على أن الكاتب بالنسبة له هو "تلك الحرية المطلقة في معالجة الأمور"، مشيرا إلى "صعوبة حصر الأعمال ضمن صنف روائي معين، فهو على سبيل المثال يكتب الرواية الواقعية، لكن السؤال المطروح: هل هو واقع حي موجود أو مُركب". وأجاب ربيع: "إنه واقع مركب، فالبيئة التي يعيش فيها الكتّاب تؤثر كثيرا على أعمالهم، فهم أيضا يحملون مطامح وهموما وأفكارا"، مشيرا إلى أن "هذا الواقع يستفز الكتّاب ويجعلهم ينقلونه إلى المتون الروائية". ولفت الروائي ذاته الانتباه إلى أن "الكيمياء الداخلية التي تكتنزها نفوس الكتّاب هي التي تدفعهم نحو معالجة الواقع المركب"، مسجلا أن "التفريق بين الأسطورة والواقع أمر فيه نقاش، حيث إن ما نعيشه هو في حد ذاته واقع أسطوري يبرز محدودية الخيال البشري". وأشار ربيع إلى أن مهمة الكتّاب الرئيسية هي إنجاز ما أسماها "آية فنية مكتملة"، موردا أن "هناك من تستغرق منه الراوية مدة زمنية تتراوح بين 3 إلى 6 سنوات، كما أن مشكلة النشر ما تزال تعيق الإبداعات"، مستشهدا بطبع روايته "الريح الشتوية" بتونس ثم المغرب. وأعاد ربيع تركيب شريط الأفضلية التي نالتها القصة القصيرة على الرواية في مراحل من تاريخ المغرب، رابطا ذلك ب"توفير الصحف ملحقاتها الثقافية من أجل ذلك"، وأبدى أسفه الشديد لعدم استفادة كتاب كثيرين من العائدات المالية لإصداراتهم.