حين حصلت رينيه زيلويغر على جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة، كانت هناك القليل من الوجوه المندهشة بين الجمهور، فقد أجمعت هوليوود بالكامل على عبقرية الأداء الذي قدمته كي تجسد جودي غارلند في فيلم (جودي)، الذي يدور حول حياة الممثلة الأسطورية والذي تسعى زيلويغر بواسطته لنيل جائزة الأوسكار. وتحدثت زيلويغر على الملأ عن توقف مسيرتها بينما كانت على القمة بسبب "القرارات السيئة" وأسلوب المواجهة الذي دفعها لاتخاذها، رغم أن عودتها هذا العام كانت قرارا إيجابيا حيث تتنافس الآن على جائزة أوسكار لأفضل ممثلة مع كل من سينثيا إريفو (هارييت) وسكارليت جوهانسون (قصة زواج) وسيرشا رونان (نساء صغيرات) وتشارليز ثيرون (مفاجأة مذهلة). المرشحة الأبرز وقوبل ترشيح زيلويغر باستحسان عالمي، لا سيما وأنها أبدعت في (جودي) الذي أدت فيه شخصية جودي غارلند، الممثلة التي دخلت التاريخ بفضل دور دوروثي جيل في (ساحر أوز) عام 1939، لم يكن الدور سهلا لذا فقد تم تقدير موهبة زيلويغر ومنحها الترشيح لجوائز أوسكار السينمائية وتوني المسرحية وغرامي الموسيقية. وأصبحت زيلويغر، التي لا يزال الكثيرون يتذكرونها في شخصية بردجيت جونس المتمردة، منهمكة في حصد الجوائز أينما رحلت. وقد أضافت إلى دولاب جوائزها بالفعل كلا من غولدن غلوب وبافتا ونقابة الممثلين، لذا فإنها تبدو الأقرب للفوز بالأوسكار. منافسة مزدوجة وإذا كانت جوائز الأوسكار يانصيب، فإن سكارليت جوهانسون لديها مزية خاصة ألا وهي أنها تنافس على جائزتين مما يرفع فرصها في الفوز، فقد حصلت على ترشيح لجائزة أفضل ممثلة عن فيلم (قصة زواج) وأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم (جوجو رابت). لكن الدور الذي جلب القدر الأكبر من التعليقات والانتقادات كان ذلك الذي قدمته في (قصة زواج) حيث تؤدي شخصية ممثلة مسرحية من نيويورك تذهب إلى لوس أنجليس من أجل تغيير حياتها المهنية بينما تنفصل عن آدم درايفر. أما المثير في أداء سكارليت هو أنه رغم الكاميرات والأضواء والعرض على منصة (نتفلكس)، إلا أن ما قدمته كان مسرح بحت نال الإشادة من الكثيرين، رغم أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يترجم إلى جائزة. الترشيح الرابع للأوسكار تعد الممثلة الآيرلندية هي الأصغر من بين المرشحات هذا العام بعمر ال25، وعلى الرغم من ذلك كان هذا رابع ترشيح لها لجائزة الأوسكار خلال مسيرتها، وهو رقم لن تحققه أي من المرشحات باستثناء رينيه زيلويغر التي تبلغ ضعف عمر رونان. وكان دور الأخت غير الوقورة والنزقة التي لعبته في فيلم "نساء صغيرات" سبب ترشيحها للجائزة لمرة أخرى، وهي المرة الثالثة لها كبطلة. وسبق للممثلة الشابة لعب دور الفتاة غير الوقورة في فيلم "ليدي بيرد" عام 2017 ودور النزقة في فيلم "بروكلين" عام 2015، وفي فيلمها الحالي جمعت بين الشخصيتين في شخصية واحدة. من المسرح إلى السينما على الرغم من اسمها المعروف في عالم المسرح والموسيقى، إلا أن البريطانية إيريفو غيّرت وجهتها للشاشة الكبيرة عام 2018. وبعد عام واحد من دخول عالم السينما لعبت دور الناشطة الحقوقية ضد العبودية هاريت توبمان في الفيلم الذي حمل نفس الاسم وعليه تم ترشيحها لجائزة الأوسكار. ونال ترشيح إيريفو استحسانا في وسائل الإعلام كونها الوحيدة من ذوي البشرة السمراء. كما سبق لسينثيا الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية عن فيلم "ستاند أب"، والتي قامت بكتابتها بجانب جوشوا برايان كامبل. "قنبلة" فيلم نسائي مميز كانت ثيرون هي المحظوظة في فيلم "مفاجأة مذهلة" الذي جمع نجمات مميزات للغاية مثل نيكول كيدمان ومارجوت روبي. وفي هذا الفيلم جسدت ثيرون شخصية ميغين كيلي، المذيعة الإخبارية بقناة "فوكس نيوز" التي فجرت قضايا التحرش الجنسي التي قام بها رئيس القناة تجاه العديد من الموظفات في الشركة. وعلى الرغم من أن الدور الذي لعبته ثيرون تم ترشيحه لجائزة الأوسكار، إلا أنه لم يستوفِ المتطلبات اللازمة للحصول على التمثال الذهبي الذي فازت به عام 2004 عن فيلم "وحش".