في خطوة "رمزية" وصلت أصداؤها إلى كلّ بقاعِ العالم، خصّصت جماعة قروية في شمال المغرب مساعدة مالية بقيمة 66 ألف درهم، لمساعدة الصّين على شراء أقنعة طبّية لمحاربة فيروس "كورونا"، الذي أثار خوفا وفزعا في جميع أنحاء العالم والذي تردَّدت الكثير من التحذيرات من قبل منظمة الصحة العالمية بشأن مخاطره. الجماعة القروية "لوطا"، التي توجد في التّراب الإقليمي للحسيمة، وافقَ مجلسها الجماعي بالإجماع على تخصيص مبالغ مالية لشراءِ "كمامات وتسليمها إلى إحدى الهيئات المدنية بالصين بمقتضى اتفاقية، بعد تأشير السّلطات العمومية المغربية عليها". ويقف وراء هذه المبادرة مكي الحنودي، رئيس جماعة "لوطا"، الذي أكّد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "الصين تعاني حاليا من وباء "كورونا" القاتل، وواجب على الضمير الإنساني أن يتضامن ويتآزر أثناء الكوارث والأوبئة والمحن الكبرى". وعن الأسباب التي دفعته إلى مساعدة الصّين مالياً في محنتها مع فيروس "كورونا"، أوضح الحنودي أنّ "الصّين قدمت لنا مساعدات مهمة خلال زلزال الحسيمة، وجماعة لوطا استفادت بشكل مباشر من جزء مهم من هذه المساعدات، ولا بدَّ من رد الجميل للشعب الصيني"، وفق تعبير رئيس "لوطا". واعترفَ المتحدّث بضُعفِ ميزانية الجماعة التي يترأسها في الحسيمة؛ لكنّه يعتبر المبادرة التي يقودها "رمزية" في عمقها، "ميزانية جماعة "لوطا" فعلا هزيلة ومبلغ الدعم أيضا محدود ومتواضع ورمزي، وحجم الدعم المتواضع يتناسب جدا مع حجم الميزانية المحدودة"، يقول الحنودي. وعن الانتقادات التي وجّهت إليه على اعتبار أنّ الجماعة التي يترأسها "فقيرة"، اعتبر الحنودي أنّ "هناك من استحسن هذه المبادرة وزكاها في رمزيتها وبعدها الإنساني الجميل وهناك من جرمها، لاعتبار أن الصين تضطهدُ الإيغور، وهناك من انتقدها على اعتبار أن ساكنة لوطا هي الأولى بالتدخل". وقال رئيس المجلس الجماعي "لوطا" إنّ "مبلغ الدّعم تحدّد في 66 ألف درهم، بحيثُ قرّر المجلس الجماعي شراء كمامات وتسليمها إلى إحدى الهيئات المدنية بالصين بمقتضى اتفاقية بسيطة، وهذا طبعا بعد تأشير السلطات العمومية". وأبرز المسؤول الجماعي أنّ "الإعلام الصيني تفاعل مع هذه المبادرة، وأثنى عليها، واعتبرها نبيلة ومحمودة.. ولدي اليقين أن الصين سوف تهتم بجماعة لوطا، بعد تجاوزها لهذه المحنة والقضاء على فيروس "كورونا"". وشدّد الحنودي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أنّ "جماعة لوطا قرّرت رد الجميل بشكل رمزي بسيط وببعد إنساني تضامني مع شعب الصين وما يعانيه من هذا الوباء القاتل".