تمت اليوم الأربعاء، خلال عملية تصويت جرت بمجلس الشيوخ الأمريكي، تبرئة الرئيس دونالد ترامب من التهمتين اللتين يتابع بهما في القضية الرامية الى عزله من منصبه. وبإسقاط المجلس، الذي يتمتع فيه الجمهوريون بالأغلبية، تهمتي عرقلة عمل الكونغرس وإساءة استخدام السلطة عن الرئيس ترامب يسدل الستار على هذه المحاكمة التي كرست الشرخ السياسي الكبير بين الديمقراطيين والجمهوريين في سنة انتخابية حاسمة. ويفرض الدستور الامريكي غالبية الثلثين، أي 67 من أصل مئة عضو في مجلس الشيوخ، لكي يمكن إدانة الرئيس ترامب، وهو النصاب الذي أخفق الديقراطيون في بلوغه في ظل الاصطفاف القوي للأعضاء الجمهوريين الى جانب ساكن البيت الأبيض. وكان مجلس الشيوخ قد مهد لقرار البراءة برفضه، قبل بضعة أيام، استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في المحاكمة؛ محبطا بذلك جهود الديموقراطيين الذين سعوا الى استدعاء مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض، جون بولتون، ومستشارين وازنين آخرين للرئيس بغية الإدلاء بإفاداتهم. وفي ختام مرافعاتهم، أول أمس الاثنين بمجلس الشيوخ، كان محامو الرئيس دونالد ترامب قد طالبوا بتبرئته من الاتهامين الموجهين إليه، فيما طالب المد عون الديموقراطيون بإدانته. جدير بالذكر أن مجلس النواب الأمريكي كان قد قرر، في 18 دجنبر الماضي، توجيه اتهامين لترامب؛ هما عرقلة عمل الكونغرس في التحقيق الرامي لعزله، واستغلال السلطة لممارسته ضغوطا على كييف من أجل فتح تحقيق بحق جو بايدن، المرشح الديموقراطي الأوفر حظا لمواجهته في الاستحقاق الرئاسي المقبل. وشكلت محاكمة الرئيس ترامب محطة بارزة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ إنها المرة الثالثة فقط في تاريخ هذا البلد التي يقوم فيها الكونغرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.