تتمتع جزر الكناري بمناظر طبيعية خلابة جعلتها مقصدا لصناع السينما العالمية لتصوير أشهر الأفلام، مثل "رامبو" و"حرب النجوم" و"المرأة الخارقة". وقد شهد عام 2018 وحده تصوير حوالي 71 فيلما في جزر الكناري. وأشارت مديرة الموقع ماريا سانز إلى أن مخرجي السينما يرغبون في تصوير أفلامهم في مواقع طبيعية بكر لم تعبث بها يد الإنسان، وهناك بعض المواقع تتشابه مع المناطق الصحراوية في العراق وأفغانستان أو حتى الكواكب الأخرى والمناظر الطبيعية التوراتية. جزيرة فويرتيفنتورا وفي شمال جزيرة فويرتيفنتورا بحثت ماريا سانز عن المواقع المثالية لتصوير أحدث مغامرات "المرأة الخارقة" في الكثبان الرملية على شاطئ كوراليخو، وقد عرضت على ساشا بارون كوهين وبن كينجسلي أفضل مواقع التصوير لفيلم "الديكتاتور" في الكثبان الرملية وفي وادي "لا هيرادورا"، كما تم تصوير فيلم "سولو: قصة من حرب النجوم" قبل عامين في وادي "بيتشنيسكال" المنعزل. وأضافت ماريا سانز أن المحمية الطبيعية جانديا، الواقعة على الطرف الجنوبي من جزيرة فويرتيفنتورا، تحظى بأهمية خاصة لدى مخرجي أفلام هوليوود؛ حيث تنتشر بها الكثبان الرملية لمسافة كيلومترات، وتوجد بها الشواطئ الرملية البيضاء والسوداء، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية البركانية، التي تمتد على مساحات شاسعة، ويندر بها هطول الأمطار. وقد شهدت هذه المحمية تصوير "الخروج – الآلهة والملوك" في عام 2014، والذي يروي قصة خروج سيدنا موسى مع بني إسرائيل من مصر، وأكدت ماريا سانز أن شاطئ كوفيتا، يعتبر من أشهر السواحل، التي شهدت تصوير أفلام سينمائية في جزيرة فويرتيفنتورا. وقد قام المخرج العالمي ريدلي سكوت بتصوير الفيلم الملحمي في مواقع عديدة بالجزيرة، مثل قمة جبل تيندايا وعلى شاطئ بونتا أجوا وفي وديان بوين باسو ولوس كناريوس، بالإضافة إلى أنه يتم في منطقة بينيتاس تصوير فيلم "الأبديين" “The Eternals” بطولة أنجيلينا جولي وسلمى حايك وريتشارد مادن. ويقوم معظم المخرجين بتصوير أفلامهم على جرز مختلفة؛ حيث تعتبر جزر الكناري بمثابة قارة صغيرة؛ نظرا لأنها تتضمن كل المناظر الطبيعية تقريبا في مساحة صغيرة. وأوضح سيباستيان ألفاريز، من شركة فولكانو فيلمز، والذي أنتج فيلم "الخروج" لريدلي سكوت، أنه يمكن في جزر الكناري تصوير مشاهد في الصحراء وفي اليوم التالي يتم التقاط مشاهد من الغابات. لانزاروت وتينيريفي وتمتاز جزيرتا لانزاروت وتينيريفي بالمناظر الطبيعية، التي يطغى عليها الحمم البركانية، ولذلك فإنها تعتبر من مواقع التصوير المثالية لأفلام الخيال العلمي، التي تمثل الكواكب في المجرات البعيدة، بالإضافة إلى أنه يمكن تصوير الأفلام، التي تحاكي أمريكا اللاتينية، في جزيرتي تينيريفي وجران كناريا بسبب المناظر الطبيعية الخلابة والمباني المشيدة في المدن على الطراز الاستعماري. وأشارت روبرتا مارتينو إلى أحد المواقع العالية، التي تشرف على عاصمة جزيرة تينيريفي؛ حيث يمكن للسياح هنا الاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على سانتا كروز دي تينيريفي، وبالطبع قد أغرى هذا الموقع سيلفستر ستالون لتصوير فيلم رامبو الجديد هنا؛ حيث تم تصوير المنطقة الملونة على التلال المحيطة بأنها مدينة مكسيكية. وفي فيلم "المرأة الخارقة 2" قاتلت غال غادوت في غابات لاس مرسيدس الواقعة شمال جزيرة تينيريفي، وفي فيلم "سرعة وغضب 6" صعد كلا من فين ديزل وبول ووكر على الطريق البانورامي الممتد من جاراتشيكو إلى منارة تينو. محمية تيد وتعتبر محمية تيد الطبيعية أهم المعالم السياحية في جزيرة تينيريفي، فضلا عن أنها أفضل مواقع تصوير أفلام هوليوود؛ حيث تم هنا تصوير بركان تيد باعتباره "كوكب القردة". كما وجد المخرج روبرت زيميكيس كل ما يحتاجه لفيلم الأكشن والدراما والرومانسية "الحلفاء" في جزيرة جران كناريا، وكان هذا الفيلم من بطولة براد بيت وماريون كوتيارد، ولم يحتاج إلى فعل أي شيء تقريبا لكي يحول مدينة لاس بالماس القديمة ذات الطراز الاستعماري إلى مدينة الدارالبيضاء خلال حقبة الأربعينيات من القرن المنصرم. *د.ب.أ