تحتفل تونس، اليوم الثلاثاء، بالذكرى التاسعة لسقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به مظاهرات شعبية أطلق شرارتها الشاب محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه احتجاجا على منعه من السلطات المحلية من ممارسة نشاطه كتاجر متجول. وتحوّل حادث البوعزيزي، الذي أضرم النيران في نفسه بمدينة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة الشرطة للخضر والفواكه التي كان يبيعها بحجة عدم استخراجه ترخيصا من البلدية، إلى ثورة شعبية عرفت فيما بعد باسم "ثورة الياسمين" وضعت نهاية ل24 عاما تولى خلالها بن علي رئاسة تونس. كما أنها كانت الشرارة التي أشعلت نيران غضب وسخط شعوب عربية عديدة على أنظمتها، في انتفاضات أطلق عليها "الربيع العربي". وتوسعت الاحتجاجات بعدها إلى العديد من المدن التونسية، ولم يتراجع الشعب على الرغم من القمع والعنف المفرط الذي لجأت إليه قوات الأمن للتصدي للمظاهرات، والذي خلف 300 قتيل، ولم يستطع بن علي المقاومة لفترة طويلة، حتى إعلانه في خطابه الشهير في 13 يناير 2011 على عزمه عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2014، وتأكيده "تفهم مطالب الشعب". وأمام إصرار الشعب على إسقاط النظام، غادر بن علي البلاد بشكل مفاجئ إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011، ومكث بها حتى وفاته في 19 شتنبر 2019؛ عن عمر 86 عاما. وكان قيس سعيد، الرئيس التونسي الحالي، قد أكد في 17 دجنبر الماضي، بمناسبة إحياء ذكرى اندلاع الثورة التونسية، أن مطالب الثورة ستتحقق في ظل الدستور والشرعية الدستورية. وأضاف سعيد: "بالرغم من المؤامرات التي تحاك في الظلام، سنعمل على تحقيق مطالبكم كاملة"، وتابع موضحا: "أنتم طالبتم بالحرية وستنالون الحرية، وأنتم طالبتم بالكرامة وستتحقق الكرامة". وحذّر الرئيس الجديد من أن "من يريد أن يعبث بالشعب التونسي فهو واهم، ولن يحقق وهمه أبدا"، مردفا أن الشعب يريد فرص شغل لتحقيق كرامته وسيتحقق ذلك. واستطرد سعيد، الذي تولى الرئاسة في 23 أكتوبر الماضي، قائلا: "لا تهمني رئاسة الجمهورية، ولا رئاسة الدولة .. يهمني أن يتحقق مشروعكم في الحرية والشغل والكرامة الوطنية"، وفق تعبيره.