بعد سلسلة من المحاضرات التمهيدية التي استقبلها مقرّ أكاديمية المملكة المغربية في الرباط، افتتحت الأكاديمية، اليوم الاثنين، دورتها السّادسة والأربعين، بالبحث في تجارب تحديث وتنمية القارّة الآسيوية، من خلال ثلاثة نماذج، هي: الصّين، والهند، واليابان. واعتبر عبد الجليل لحجمري، أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، دورة "آسيا أفقا للتّفكير" دورة استثنائية، مضيفا أنّ تنظيمها جاء استرشادا بالاهتمام المتواصل للملك محمد السادس بمختلف السياقات الفكرية والسياسية والاقتصادية لعلاقة المغرب بمحيطه الإقليمي والدولي، ومواصلة لدوراتٍ عقدتها، هي: "إفريقيا أفقا للتّفكير"، و"من الحداثة إلى الحداثات"، و"أمريكا اللاتينية أفقا للتّفكير". وذكر لحجمري أنّ اليومين الأولَيَين للدّورة السّادسة والأربعين، الموافقَين ل 9 و10 من شهر دجنبر الجاري، سيخصّصَان لموضوع الصّين وتجربتها في التّحديث والتّنمية، مذكّرا بسلسلةِ المحاضرات التي ألقاها باحثون متخصّصون حول تجارب التنمية بالقارة الآسيوية، واستقبلتها أكاديمية المملكة المغربية، وما تمثّله من تعزيز للتّعاون العلمي بين الخبراء المغاربة والدّوليين. ووضّح أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة أنّ للمغرب والصّين حضارة عريقة، وغنى ثقافيا متنوعا، بدأ من تاريخ الحرير القديم، وصولا إلى رحلات ابن بطوطة الذي وصل إلى الصين، ووانغ دا يوان الذي زار شمال وشرق إفريقيا، ووصل إلى ما لم يصل إليه سابقوه من مكة والبصرة ودمياط، وطنجة في المغرب، وكان أوّل بحار صيني وصل إلى المحيط الأطلسي. وأكّد لحجمري أنّ الاهتمام بالصين ليس جديدا وطارئا، بفعل تاريخ هذا البلد وموقعه الجغرافي، اللَّذَين مكَّنَاه من احتلال موقع رائد في المشهد الدولي، فضلا عن دور الصّين المؤثر والفعال في المحيط الآسيوي خاصة، ثم زاد متحدّثا عن التّواصل الفعّال الذي يجمع المغرب والصّين. هذا التّواصل، وفق أمين السّرّ الدّائم لأكاديمية المملكة المغربية، تواصل حضاري مستمر بين البلدين، وينعكس على التوافقات في السياسة أيضا، وأضاف قائلا: هذا ما عبر عنه الملك محمّد السّادس، والرئيس شي جين بينغ، في أشغال قمة منتدى التعاون الصيني - الإفريقي، في جوهانسبورغ، حيث أكّد ملك البلاد أنّه علاوة على هذه الشراكات الثنائية، سيستمر المغرب مشاركة الصين التجربة التي راكمتها والخبرة التي اكتسبتها. كما استحضر أمين السّر الدّائم لأكاديمية المملكة مساهمة الزيارة الرسمية للملك محمد السادس إلى الصين في سنة 2016 في تقوية، وتوسيع العلاقات الثنائية بين البلدين، في النقل والبنية الأساسية والطّاقة.. تجدر الإشارة إلى أنّ أكاديمية المملكة المغربية ستعالج، اليوم الاثنين وغدا الثّلاثاء، مجموعة من المواضيع والإشكالات المتعلّقة ب"التّجارب الحداثية وتحدّياتها في الصين، وتحوّلات هذا البلد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وموضوع انخراطها في منظومة القيم الكونية التي من بينها العولمة"، كما ستتطرّق ل"جسور التّعاون بينها وبين والمغرب والقارّة الإفريقية". كما ستستطرّق الأكاديمية، في أيّام 11 و12 و16 و17 من شهر دجنبر الجاري، لتجربتي الهند واليابان، على التوالي، عبر بحوث ودراسات، سيقدّمها جامعيون وباحثون ومسؤولون آسيَوِيُّون وأوروبيون وعرب وأفارقة، خلال دورتها السادسة والأربعين التي اختارت تجارب القارّة الآسيوية أفقا للتّفكير.