أثار تفاعل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مع حادثة السير التي وقعت بالقرب من مدينة تازة، مساء الأحد، وخلفت مصرع سبعة عشر شخصا إلى حد الآن، موجة من الانتقادات اللاذعة والسخرية، بعد أن دبج عبارات في صفحته على "فيسبوك"، يعزي فيها أهالي الضحايا. العثماني كتب "تدوينة" من العاصمة الإسبانية مدريد، قال فيها: "ببالغ الحزن تلقيت، وأنا بإسبانيا، خبر فاجعة انقلاب حافلة ركاب قرب مدينة تازة. أسأل الله الشفاء للمصابين والرحمة للمتوفين والصبر والسلوان لذويهم. ولمعرفة سبب الحادث ستتابع الحكومة الموضوع مع الجهات المختصة. وأجدد دعوة السائقين إلى أخذ كل الاحتياطات وعدم السرعة حفظا لأرواح الركاب". "تدوينة" العثماني اعتبرها عدد من المعلقين "دليلا على ضعفه كرئيس للحكومة"، خاصة أنه لم ينشر التعزية إلا بعد ساعات من وقوع الحادثة المميتة. وعلق "منتصر" على العثماني: "صباح الخير السيد الرئيس. هل وصلك خبر الفاجعة الآن فقط، أي بعد مرور أربع وعشرين ساعة على وقوع الفاجعة المؤلمة وأنت رئيس للحكومة؟.. معلقون آخرون سخروا من تصرف العثماني مع الكوارث التي تحدث في المغرب، وعدم تحركه لزيارة الضحايا، ودعمهم، بصفته رئيسا للحكومة، إذ كتبت "خديجة" مخاطبة إياه: "على أساس لو كنت في المغرب كنت ستذهب على الفور إلى المكان للوقوف على الفاجعة وتقديم الدعم النفسي للمصابين.. أاااودي يا ودي". الموقف نفسه عبرت عنه "أن أشرف"، في تعليق موجه إلى العثماني قالت فيه: "كان عليك أن تعطي التعليمات باش يتواجدو شي مسؤولين فعين المكان للوقوف مع الضحايا وعائلاتهم، وذلك أضعف الإيمان، ولكن..."؛ فيما تساءل "كريمو" بسخرية: "وهل ستتكلفون بمراسيم دفن الموتى كالعادة؟". وخلفت حادثة السير الناجمة عن انقلاب حافلة لنقل الركاب بالقرب من باب مرزوق، بإقليم تازة، مقتل 17 شخصا، وجرح 35 آخرين. وقال العثماني في "تدوينته" إن الحكومة "ستتابع الموضوع مع الجهات المختصة"، وهو ما اعتبره بعض المعلقين "لعبا في الوقت الضائع". "محمد الأنصاري" انتقد اكتفاء رئيس الحكومة بإعطاء وعود بفتح تحقيق كلما وقع حادث، وكتب معلقا: "ضقنا ذرعا من مثل هذه التعليقات التي تدعون فيها بعد كل حادثة أنكم ستفتحون تحقيقا...ما هي نتائج التحقيقات في حادثة طريق تيشكا، وحادثة قطار بوقنادل، وحادثة حافلة الرشيدية وغيرها...؟". معلقون آخرون قارنوا بين رد فعل رئيس الحكومة المغربية ورد فعل الرئيس التونسي، بعد حادثة السير التي شهدتها تونس أمس الأحد، وأودت بحياة ستة وعشرين شخصا، إذ انتقد "حمزة" اكتفاء العثماني بكتابة تعزية في صفحته على "فيسبوك"، بينما توجه الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى مكان وقوع حادثة تونس، ووقف شخصيا إلى جانب الضحايا.