سيكون نادي توتنهام ثالث محطة تدريبية في إنجلترا للبرتغالي جوزي مورينيو، بعد تعيينه مدربا لنادي شمال لندن، خلفا للأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو المقال من منصبه يوم أمس الثلاثاء. وقال رئيس النادي دانيال ليفي: "مع جوزي لدينا أحد أكثر المدربين تحقيقا للنجاحات في كرة القدم؛ بعد إحرازه 25 لقبا كبيرا خلال مسيرته". وأضاف: "لقد فاز بالألقاب مع جميع الأندية التي أشرف على تدريبها. نعتقد أنه سيجلب الحيوية ويعيد الثقة بالنفس إلى اللاعبين". ولم يشرف مورينيو، صاحب ال56 عاما، على أي فريق منذ إقالته من تدريب مانشستر يونايتد في 18 دجنبر الماضي. وقال: "أنا فخور بالانضمام إلى ناد يملك إرثا كبيرا وأنصارا شغوفين. النوعية الموجودة في تشكيلة الفريق وفي الأكاديمية تثيرني. العمل مع هؤلاء اللاعبين هو الذي جذبني إلى هذا المشروع". وبات توتنهام ثالث فريق إنجليزي يشرف عليه مورينيو بعد تشلسي ومانشستر يونايتد، حيث قاد الأول إلى إحراز اللقب المحلي ثلاث مرات، والثاني إلى إحراز كأس الرابطة المحلية والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ". كما سبق له تدريب بورتو البرتغالي وقاده إلى إحراز دوري أبطال أوروبا، وإنتر ميلان وقاده إلى ثلاثية تاريخية عام 2010، في الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا، وريال مدريد الإسباني الذي قاده إلى إحراز اللقب المحلي. ويحتل توتنهام المركز الرابع عشر في الدوري المحلي، ولم يفز سوى في ثلاث مباريات من أصل 12. بينما كان مورينيو رفض عروضا عدة أتته من الصين وإسبانيا والبرتغال، في الأشهر الأخيرة، وعمل في الفترة الأخيرة معلقا تلفزيونيا لشبكتي "بي ان" و"سكاي سبورتس". وسيخوض توتنهام أول مباراة رسمية بإشراف مورينيو، يوم السبت من الأسبوع الجاري، ضد جاره وست هام في الدوري المحلي. ويأتي تعيين مورينيو بعد أقل من 24 ساعة على إقالة بوكيتينو؛ الذي استلم تدريب توتنهام عام 2014 قادما من ساوثمبتون. وخاض توتنهام 202 مباراة بإشراف المدرب الأرجنتيني، فاز في 113 مباراة وتعادل في 43 وخسر 46. لم يحرز توتنهام أي لقب بإشراف بوكيتينو، لكنه بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا في ماي الفائت، وخسر أمام مواطنه ليفربول بثنائية نظيفة. لكن بوكيتينو نجح في إحداث نقلة نوعية في صفوف توتنهام، حيث بات الفريق ينافس بقوة على اللقب، إذ حل ثانيا عام 2017 وثالثا عامي 2016 و2018، وشارك بشكل مستمر في دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، لا سيما أن النادي لم يكن يملك ميزانية ضخمة مقارنة مع كبار الدوري الإنجليزي، كما اضطر الفريق إلى خوض موسم بأكمله على ملعب ويمبلي عندما كان يشيد ملعبه الجديد الذي يتسع ل62 ألف متفرج، والذي افتتحه في أبريل الماضي. وحقق توتنهام الفوز 3 مرات فقط في آخر 12 مباراة الموسم الفائت، ومثلها في 12 مباراة منذ مطلع الموسم الحالي، فلم يجد مجلس الإدارة بدا من إقالة بوكيتينو وإعطاء دفعة معنوية جديدة للفريق. وقال رئيس النادي بعد قرار الإقالة: "كنا مترددين جدا للقيام بهذا التغيير؛ والقرار الذي اتخذه مجلس الإدارة لم يكن سهلا وليس مستعجلا". وتابع المسؤول الرياضي نفسه: "يقع على عاتق مجلس الإدارة اتخاذ القرارات الصعبة، وما جعل القرار أصعب الأوقات التي لا تنسى التي أمضيناها مع ماوريسيو وجهازه الفني، لكننا قمنا بذلك من أجل مصلحة النادي". وسارع مهاجم توتنهام ومنتخب إنجلترا ديلي الي إلى شكر بوكيتينو بقوله، على حسابه على "تويتر"، "لا يمكنني أن أشكر هذا الشخص كفاية. لقد علمني الكثير وأنا ممتن جدا لكل ما قام به من أجلي. حظا سعيدا وآمل رؤيتك مجددا يا صديقي". وكان لسان حال قائد الفريق وهدافه هاري كاين مماثلا بقوله: "سأبقى ممتنا لك مدى الحياة لأنك ساعدتني على تحقيق أحلامي. لقد عشنا خمس سنوات ونصف سنة رائعة لن أنساها إطلاقا". واعتبر قائد توتنهام السابق،غاري مابوت أن خطوة إقالة بوكيتينو كان لا بد منها، وأورد: "أعتقد أن الجميع في النادي سيستمر في إبداء التعاطف مع ماوريتسيو، لكن كان يتعين على مجلس الإدارة رؤية كيف تسير الأمور واتخاذ القرار". في المقابل، لم تلق إقالة بوكيتينو من منصبه رضا رابطة جماهير توتنهام التي انتقدت سياسة رئيس النادي، التي أوصلت الأخير إلى ما هو عليه حاليا، وقالت في بيان رسمي: "هل المدرب وحده المسؤول؟ ما مدى مسؤولية مجلس إدارة النادي في ما يتعلق بأجور اللاعبين والانتقالات وعدم رضا اللاعبين". وأضاف البيان الصادر عن الهيأة ذاتها: "لقد عشنا مع بوكيتينو أفضل أوقاتنا كمشجعين، لقد جعل توتنهام قوة يخشى بأسها ونسج علاقة قوية مع أنصار الفريق. لن ننسى أبدا السعادة التي جلبها لنا".