تقاسَم كمال الودغيري، عالم الفضاء المغربي الشهير، تجربته المُميزة داخل وكالة الفضاء الأمريكية، المعروفة اختصارا ب"ناسا"، مع مئات الشباب المغاربة بالدار البيضاء، في إطار مهرجان "مونشوت المغرب للشباب" الممتد من 16 إلى غاية 18 نونبر الجاري، حيث تطرق إلى مختلف البعثات والمهمات الفضائية الدقيقة التي شارك فيها خلال العقود الأخيرة. في هذا الصدد يقول مهندس الاتصالات وعالم الفضاء المغربي، الذي يُقدم لأول مرة محاضرة باللغة الإنجليزية في المملكة، إن رحلة "أبولو 11" التي هبطت على سطح القمر سنة 1969 ألهمته كثيرا في مساره الغني والمتميز، بحيث قرأ عنها بنهم في بداياته الأولى، معتبرا أنها "كانت خطوة صغيرة للإنسان؛ لكنها تعتبر بحق قفزة كبيرة للإنسانية، وقد فتحت المجال أمام الأجيال القادمة لاكتشاف الفضاء". ويضيف الودغيري أن "الهبوط على سطح القمر كان مصدر إلهام للعديد من الأطقم الأخرى في الفترات الموالية؛ من بينها مسبار فوياجر 1 ومسبار فوياجر 2، التابعان لبرنامج Voyager الذي يدرس الكواكب الخارجية على مدى العقود الأخيرة"، لافتا إلى أن "نيل آرمسترونغ، رائد الفضاء الأمريكي الذي وطأت قدماه سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية، قد طبع حياته أيضا بعدما التقاه مرتين خلال مساره الدراسي، على خلفية إلقائه لبعض الدروس في جامعة جنوب كاليفورنيا الذي درس بها ماستر الاتصالات الفضائية". وأشار العالم المغربي، الذي يشرف حاليا على مجموعة الرادار الكوكبي والراديو في مختبر الدفع النفاث التابع ل"ناسا"، إلى الإنسان لديه رغبة جامحة لاكتشاف منظومة الفضاء، ثم زاد مستدركا: "الإنسان مولوع بحب الاستكشاف، وهو ما يدفعنا الآن إلى العمل على تجاوز نطاق القمر؛ بل إننا نشتغل على إرسال أول امرأة إلى القمر سنة 2020، ولما لا إرسالها إلى كوكب آخر قبل الرجل". الودغيري، الذي ألقى محاضرة بشأن موضوع "رحلتي من الأرض إلى المريخ وما بعده"، أورد أن "وكالة "ناسا" اكتشفت قرابة أربعة آلاف كوكب خارج المجموعة الشمسية يمكن أن تتوفر فيها شروط الحياة"، دون أن يغفل الفرصة لنثر كلمات التفاؤل بالمحاضرة الأكاديمية التي حضرها مئات الأشخاص والخبراء، بالقول: "تحضر في ذهني العديد من الكلمات التي تعلمتها من البعثات الفضائية التي أشرفت عليها، على رأسها الصمود والعزيمة والتحدي والابتكار والمجازفة". وفي معرض حديثه عن تجربته الفضائية، أوضح العالم المغربي أن "المسبار الفضائي كاسيني الذي أطلقته "ناسا" سنة 1997 لاستكشاف كوكب زحل وقعت فيه بعض التفاصيل المثيرة، بحيث حينما وصلنا إلى المدار الفضائي استخدمنا ثلث قوة دفع المركبة لولوجه؛ لكن حدثت بعض الأخطاء خلال العملية، إذ لم يستطع العلماء الاتصال بالمحطة، ما دفعنا إلى تغيير المدار مستخدمين في ذلك الوقود بشكل كبير، ليتبقى لدينا سوى 50 في المائة من الوقود المتاح لدراسة كوكب زحل". وتابع عالم الفضاء قائلا: "استغرقت عملية الوصول إلى كوكب زحل سبع سنوات، أي من 1997 إلى حدود 2007؛ لكن نقص الوقود يعني بأن مدة الدراسة لن تتعدى سنتين، غير أن الفريق اشتغل بكدّ على حل أنقذ وضعيتنا، تجسد في استعمال قوة جذب الأقمار المحيطة بزحل، على أساس أن كلما اقتربت من الكوكب كلما جذبك وزادت سرعتك، ومن ثمة استعملنا قوة الجذب كطاقة إضافية، لنتمكن من تمديد فترة البعثة إلى غاية 2017".