بعد المعركة الدبلوماسية المغربية الناجحة بدول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، والتي تكللت بسحب العديد من الدول اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية، عاد الغموض يلف الموقف الرسمي لبنما، التي جمدت علاقتها بتنظيم البوليساريو سنة 2013 قبل أن تعود إلى استئنافها عام 2015. وأثارت مشاركة زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي في حفل تنصيب الرئيس البنمي الجديد لاورينتينو كورتيثو الكثير من علامات الاستفهام بشأن موقف بنما من قضية الصحراء المغربية، بعدما كانت قد أعلنت رسميا تعليق اعترافها بالجبهة الانفصالية بغية "إصلاح خطأ ارتكب في عهد الديكتاتورية العسكرية". وردا على الموقف المتذبذب لهذا البلد الأمريكولاتيني بخصوص ملف الصحراء، أكدت وزارة الخارجية أن المغرب غيّر لهجته، وأنه "سيتم إغلاق سفارة بنمابالرباط في حال استمرارها في عدم الاعتراف بمغربية الصحراء"، فيما ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" أن وزير الخارجية ناصر بوريطة رفض الإدلاء بتصريحات بهذا الخصوص. وأوضحت "إفي"، بناء على تصريحات مسؤولين حكوميين، أنه من المهم بالنسبة إلى المغرب أن تحافظ بلدان أمريكا اللاتينية على "الحياد الإيجابي المتماشي مع موقف الأممالمتحدة فيما يتعلق بصراع الصحراء"، مبرزة أن المغرب في تقييم علاقاته الدبلوماسية مع بنما يتبع مبدأ "المعاملة بالمثل". حري بالذكر أن وزارة الخارجية البنمية كانت قد أعلنت اتخاذها قرار سحب الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية بعد "دراسة متأنية، خاصة أن الاعتراف بهذا الكيان الوهمي، الذي لا يتوفر على مقومات السيادة، تم من قبل ديكتاتورية عسكرية لا شرعية لها"، مؤكدة أن هذه الخطوة تستند على اعتبارات موضوعية.