طرح خبير في أمن نظم المعلوميات مجموعة من الأسئلة المبدئية التي قال إنها تُشكل مدخلا أساسيا لفهم مزاعم "التجسس السيبراني"، الواردة في عريضة فيسبوكية منسوبة للناشط الحقوقي المعطي منجب والقيادي في "العدل والإحسان" حسن بناجح وناشطين حقوقيين آخرين، والتي تشاركتها مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية مساء أمس الاثنين. ومن ضمن عشرات الأسئلة المثارة، قال خبير المعلوميات في تصريح لهسبريس: "لماذا قد تلجأ السلطات المغربية لاختراق حسابات واتساب في الهواتف المحمولة لسبعة أشخاص بعينهم دون سواهم من أصل 36 مليون مغربي؟ ولماذا تراهن هذه السلطات على سبعة هواتف محمولة بيد أن المشتركين في شبكة الإنترنت بالمغرب يناهز 15 مليون مشترك؟". وتساءل الخبير الذي رفض الكشف عن هويته في التصريح ذاته: "لماذا تعمد السلطات المغربية لإنفاق مبالغ مالية كبيرة على تطبيقات معلوماتية متطورة لاستهداف أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم ينشطون في حقوق الإنسان بشكل سلمي؟ ولماذا تلجأ الشركات الإسرائيلية لتقديم تطبيق معلوماتي متطور لاستهداف مواطنين مغاربة لا يشكلون أي تهديد للأمن القومي للدولة العبرية، فلا هم محسوبون ظاهريا على حزب الله الشيعي، ولا هم يشاركون مبدئيا في مخططات حركة حماس الفلسطينية، ولا هم، وهذا مؤكد، علماء ذرة أو خبراء طاقة نووية يساهمون في تخصيب اليورانيوم في إيران وتوجيه الطائرات المسيرة من اليمن؟". واسترسل متسائلا: "هل يكفي أن تصل لهواتف الشخص رسائل سبام (SPAM)، التي ترد على هواتف وحسابات معظم المغاربة المرتبطين بشبكة الأنترنت، لكي يزعم بأنه مستهدف في خصوصيته وفي حميميته وبأن هاتفه النقال يخضع للتجسس الإلكتروني من طرف هيئات رسمية؟". وجوابا على هذه الأسئلة، قال خبير نظم المعلوميات: "هناك خلط كبير يعتري أصحاب العريضة المتداولة إعلاميا، سواء بخصوص محتوى أو طبيعة أو حتى أهداف الفيروس (PEGASUS) الذي طورته الشركة الإسرائيلية (NSO)، فهذا الفيروس ثبت استعماله لحد الآن في دول محددة، من بينها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإنجلترا، وفي حق أشخاص محددين يشكلون خطرا كبيرا أو مصدر تهديد في تلك الدول، وهذا مرده لأن التطبيق المعلوماتي الذي يحتوي على الفيروس باهظ الثمن، كما أن الشركة المصنعة أو المطورة لا تبيع البرنامج ككل (Logiciel)، وإنما تقتصر على تفويت حق الاستخدام بالنسبة لهدف محدد فقط، وهي مسألة غير متصورة نهائيا بالنسبة لأشخاص غير معروفين دوليا من قبيل من ذكروا في العريضة المنشورة". واستطرد المصدر ذاته بأن "الفيروس الإسرائيلي لا يستهدف تطبيق واتساب فقط، وإنما الأنظمة المعلوماتية ككل، لكن حصر الحديث عنه في تطبيق واتساب دون سواه يرجع إلى الثغرات الخطيرة التي تم رصدها مؤخرا في هذا التطبيق، وهو ما جعل الشركة تبادر بإبعاد تهمة التقصير في حماية المعطيات الشخصية لزبائنها وتعليقها على مشجب: (استهدافها من طرف التطبيقات الخبيثة الإسرائيلية وغيرها)". وختم خبير نظم المعلوميات تصريحه بأن أي نظام معلوماتي خبيث لا يمكن أن يحقق أهدافه بدون ما اعتبرها "رعونة أو عدم تبصر صاحب الهاتف أو الحاسوب!"، قبل أن يشرح أكثر بأن "الفيروسات المعلوماتية بجميع أشكالها لا يمكنها أن تخترق أي جهاز حاسوب أو هاتف إذا كان المستخدم يقوم بالتحيين الدائم للنظام المضاد للفيروسات، ويستخدم نظاما فعالا وليس مقرصنا، وألا يقبل الرسائل النصية وإعلانات الإشهارات التي ترد عليه من مصادر غير معروفة، فضلا عن عدم ولوجه إلى المواقع الإباحية وفضاءات الدردشة الجنسية، التي تعتبر هي الفضاء الرحب والمكان الذي يعجّ بأكثر الفيروسات والتطبيقات المعلوماتية الخبيثة".