قال عزيز اخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رئيس "مؤسسة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية" (AAA)، إن "الملك محمد السادس أكد منذ ثلاث سنوات أن الانتصار على هشاشة قطاع الزراعة بإفريقيا يحتاج إلى مبادرة ابتكارية لتحقيق الأمن الغذائي لسكان القارة الإفريقية من خلال مشاريع لتحسين التربة وترشيد السقي وتجويد الحقول الزراعية". وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري السنوي الثاني للمبادرة الإفريقية للتكيف مع تغير المناخ (مبادرة تريبل أ)، الذي انطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء بمدينة ابن جرير ضواحي مراكش، أوضح الوزير اخنوش أن "الطريق ما زال طويلا أمام مبادرة TRIPLE A، وإفريقيا هي أكثر المناطق تضررا من التغييرات المناخية بسبب الجفاف وندرة المياه وانحسار الغابات". وزاد أن "قطاع الزراعة أول قطاع مشغل بالقارة الإفريقية، لذا فتحسين الإنتاج الزراعي وتحسين المشاريع يكتسيان أهمية قصوى، لكن ذلك يحتاج إلى موارد مالية ضخمة تتراوح بين 25 و50 مليار دولار سنة 2050"، مشيرا إلى أن "القارة الإفريقية تملك قدرات مهمة للتكيف ولتدبير التغيرات المناخية، كاعتماد زراعات المقاومة، واختبار البذور، ووضع سياسات مندمجة لمواجهة التحدي الطبيعي". "نملس اليوم تقدما مهما على مستوى التكيف مع التغيرات المناخية، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية"، يضيف المسؤول الحكومي نفسه، موضحا أن "المغرب وضع بفضل الدعم الذي يشرف عليه الملك محمد السادس مشروعين؛ الأول يهم الواحات والثاني يعنى بزراعة شجر الأركان التي يستفيد منها 26 ألف فلاح". ونادى أخنوش بالالتزام بترجمة الأهداف الزراعة المناخية، ودعا الخبراء والعلماء إلى مواصلة مجهوداتهم لدعم زراعة التكيف المناخي، كما حث القطاعين العام والخاص على دعم المشاريع المرتبطة بمبادرة التكيف المناخي للتغلب على التحديات الكثيرة. وركزت جوسيفا ساكو، ممثلة منظمة الوحدة الإفريقية، في مداخلتها، على الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية على الأرض والإنسان، "لأنها تهدد التنوع الحيوي والبيولوجي، وتخلق الصراعات وتلحق الأضرار بالبيئة"، مشيرة إلى أن "التدفقات المالية المرتبطة بالتكييف الزراعي غير كافية"، وإلى "ضعف الالتزام من بعض الدول المانحة". ودعت المسؤولة ذاتها "الدول المانحة إلى احترام التزاماتها، والقطاعين العام والخاص إلى ضرورة تعبئة مليار دولار، والاشتغال على توسيع نطاق تقاسم المعلومات وقدرات الدول الأعضاء على مستوى التمويلات المرتبطة بالتغييرات المناخية". من جهته، وزير الفلاحية والتنمية القروية بدولة كوت ديفوار، كوبينان كواسي أدجوماني (Adjoumani M. KOBENAN Kouassi)، قال إن "قطاع الزراعة يضمن العيش ل65% من سكان القارة الإفريقية، لكن التغييرات المناخية تلحق ضررا كبيرا بالمحاصيل الزراعية وقطاع الماشية". وأضاف أن "الاستثمار يرتكز في إشكالية التغيرات المناخية على الانبعاثات الغازية، عوض أن يجعل من أولوياته الفلاح الصغير"، مشيرا إلى أن "النهوض بزراعة صغار الفلاحين وتقوية قدرات ولوجهم إلى التكنولوجيا والمشاريع المرتبطة بثقافة الصمود والتكيف الزراعي، هو الكفيل بمواجهة التحديات المناخية". وتميز هذا المؤتمر، الذي ينظم على مدى يومين، بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين عزيز أخنوش، كرئيس لمؤسسة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (AAA)، وعدد من الشركاء، بهدف تطوير خطط للاستثمار الفلاحي قادرة على التكيف مع التغير المناخي في إفريقيا، ودعم مؤهلات قدرات صناع القرار الأفارقة على الصعيدين المركزي والمحلي لتحديد وتطوير وتنفيذ استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ. وستمكن هذه الاتفاقيات من تطوير أدوات للفلاحين للولوج إلى الفلاحة الرقمية الذكية مناخيا، وجمع البيانات، وتحليلها وتدبيرها لدعم اتخاذ القرار. كما تهدف إلى تطوير آليات للتمويل، مثل برامج التعاون جنوب-جنوب، والتعاون الثلاثي. وتنص أيضا على عقد دورات تكوينية حول الفلاحة الذكية مناخيا والحصول على التمويل الأخضر لصالح الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين. وإضافة إلى الاتفاقيات الموقعة، تعاونت المؤسسة المذكورة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح (CIMMYT)، والمعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، لتطوير برنامج بحثي يجنب صغار الفلاحين آثار تغير المناخ. وعرف هذا الملتقى انضمام ثلاثة دول إفريقية لمبادرة "TRIPLE A" للتكييف الزراعي، هي تونس وتشاد والصومال. يذكر أن مبادرة "TRIPLE A" التي أطلقها المغرب على هامش "كوب 22"، تحظى بدعم الملك محمد السادس الذي خصص لها مؤسسة لتتبعها. وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لعلوم التربة، وبمناسبة المؤتمر المذكور، منح ميداليته للوزير عزيز أخنوش، نظير عمله لصالح التنمية الفلاحية المستدامة، والترويج لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع تغير المناخ "تريبل أ".