يعتبر الطريق الرابع أن الشباب هو ركيزة أساسية لتقدم المجتمع المغربي، ومن دون تحريره من ربقة التفاوت الاجتماعي وتخليصه من الاكتئاب والقلق لن نحقق النموذج التنموي المنشود. ومن أبرز ما يجب أن نركز عليه في هذه المعركة الحقوقية والاجتماعية هو المطالبة بفرض ضريبة خاصة على الأثرياء تصرف للشباب (من 15 إلى 34 سنة) عبر صندوق يتم احداثه تحت اسم: "صندوق التضامن الاجتماعي للشباب" (Caisse de Solidarité Sociale pour les Jeunes « CSSJ »)، لدعم مسارهم الدراسي وفتح آفاق التربية والتكوين أمامهم، وتشجيعهم على البحث والإبداع واستكمال الدراسات العليا في جميع التخصصات وضمان الحماية الاجتماعية لهم. إن الخط الرابع يعتبر أن التعليم في المغرب هو منبع التفاوت الاجتماعي، ومقبرة بالنسبة لثلث الشباب الذي لا يدرس ولا يعمل (أي ما يعادل 29.3% من الشباب المتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما)، ومصدر حرمان ملايين الشباب المغربي ليس فقط من الرأسمال الاقتصادي والثقافي، بل من الرأسمال الاجتماعي والرمزي كذلك. إن حرمان ملايين الشباب المغربي من كل أنواع رأس المال الفاعلة في الفضاء الاجتماعي قاد ثلث المجتمع إلى إقصاء ممنهج شمل الإيديولوجيا والعقلية والسلوك والقوة الشبابية، وخلق بنية مغلقة خارجة عن دائرة الصراع والتعايش والتنافس يمثلها شباب المغرب القروي وسكان الجبل والواحات والسهوب وأحزمة الفقر في المدارات الحضرية، مقابل أبناء الطبقة الميسورة الذي يعتبر وجودهم الاجتماعي نتاج إعادة إنتاج البنية الاجتماعية التي تنتج الثروة وتورثها. إن فشل تثمين الرأسمال المدرسي وتصريفه في سوق الشغل وجعله منصبا أو أجرا ودخلا وتحويله إلى رأسمال ثقافي واقتصادي يسائل اليوم كل الطبقة السياسية المغربية، ويكشف تعاملها الانتهازي مع الشباب وتوظيفه والتلاعب به وعزله عن السلطة باعتباره موضوعا ملغما ومهددا لمصالح الميسورين والفاعلية السياسيين الذين لا يؤمنون بالارتقاء الدراسي والاجتماعي للوصول إلى مراكز القرار والتأثير. لقد أعطى الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، العديد من الإشارات وفتح مربع القصر في وجه العديد من الشباب والكفاءات والأطر من مختلف المواقع الاجتماعية والجغرافية، وجدد دماء النخب في أعلى مراتب الدولة؛ لكن الحركات الاجتماعية الاحتجاجية الشبابية، التي شهدها المغرب ولا يزال يشهدها، لم تؤكد بعد أهميتها في صفوف الطبقة السياسية التي ما زالت متمادية في الإقصاء والإهمال القصدي لطاقات الشباب وإبعادهم من دوائر التسيير والتدبير السياسي. إن زوايا النظر إلى الشباب ما زالت متخلفة ومتناقضة وغير مستقلة عن مصالح المالكين للثروة الوطنية والمستفيدين من الريع. ولهذا، فالطريق الرابع يدعو الجميع إلى المصالحة مع الشباب، وعدم اعتباره مجرد قوة عسكرية أو احتياطيا انتخابيا أو فئة معطلة مشاغبة. كما يدعو الطريق الرابع إلى الحياة المشتركة الآن وهنا بين كل مكونات المجتمع، وتجاوز التردد وتحرير الإعلام والثقافة والمدرسة وجعل كل هذه القنوات مشتملا لإنتاج قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية، لحماية بلادنا من الإرهاب والتطرف والعزوف عن الاهتمام بالشأن العام. *ناشط مدني وفاعل حقوقي