لوْلا الأعلام الوطنية المغربية التي ترفرفُ في الأفق البعيد، لخلت نفْسكَ وسط ساحة "ترافالغار" في العاصمة البريطانية لندن، أو في ميدان "بيكاديللي" الشّهير في المملكة المتحدة، فمعَ ظهورِ فرقة الخيالة الملكية البريطانية الرّسمية التابعة للملكة إليزابيث، والأهازيج التي كانت ترافقها وهي تُبهر زوار معرض الفرس للجديدة، تعالت الصّيحات معلنةً بداية العرْض الفني الذي كان ينتظره عشاق الفرس. إنها المرة الأولى التي تشارك فيها الخيالة الملكية البريطانية في معرض خارج القارة الأوروبية، حيث ظهر الجنود البريطانيون فوق أحصنتهم السّوداء والرمادية بزيّ احتفالي بريطاني مميز يتناغمُ مع المقطوعات الموسيقية المرافقة للعرض، في ظهور نادر لم يسبق له مثيل في القارة الإفريقية. وبدا الجنود البريطانيون منبهرين بحفاوة الجمهور المغربي الذي استقبلهم بتصفيقات حارة وأهازيج محلية. وكان لافتاً ارتداء الجنود الزي التقليدي البريطاني المعروف تاريخياً لدى "الإنجليز"، كما بدت الرماح والسيوف التي يحملونها كما لو أنها جاهزة لأي معركة مُستعجلة. وقدم العسكريون لوحات فنية بديعة مستوحاة من التاريخ البريطاني الضارب في القدم، خاصة في ترويض الخيول وتناغم حركات الفرس مع المقطوعات الموسيقية. وقام الجنود البريطانيون بحركات الفروسية العسكرية عالية الدقة، شملت الركض بالخيول في اتجاه واحدٍ وعكسي ثم الالتقاء عند نقطة واحدة، ومجاراة الموسيقى العسكرية التي ترافق العرض برقصاتٍ مستوحاة من الفروسية التاريخية البريطانية. وقالت ماثي (21 سنة)، جندية بريطانية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنها المرة الأولى التي تزور فيها المغرب، معبرة عن إعجابها بالثقافة المحلية المختلفة عن نظيرتها البريطانية. وأضافت الفارسة قائلة: "ولجت إلى ميدان الفروسية في سن مبكرة والتحقت فيما بعد بمعهد الفروسية وتخرجت بدبلوم"، موردة أنها فخورة بانتمائها إلى الحرس البريطاني. من جهة أخرى، كشف عمر الصقلي، المدير العام للشركة الملكية لتسجيع الفرس، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن المعرض يعرفُ مشاركة الحرس البريطاني التابع للتاج الملكي، مورداً أن "هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الحرس البريطاني في معرض يقام خارج أوروبا"، قبل أن يؤكد أن جهوداً دبلوماسية كبيرة كللت بإقناع الفرقة الملكية بالمشاركة في معرض الفرس. وينتمي حراس الخيول الذي يمثلون أفواج الفرسان في البيت الملكي البريطاني إلى اثنين من أقدم أفواج الجيش البريطاني، هما "بلوز ورويالز" بسترة زرقاء داكنة، و"حراس الحياة" بسترة حمراء. كما شارك الحرس الجمهوري الفرنسي باستعراض فني بديع، ويعد آخر وحدة مركبة في الجيش الفرنسي، ويتكون فوج الفرسان المرموقين من ثلاث مجموعات السير، ومجموعة غير مصنفة، ومركز للتأهيل. ويُسلط معرض الفرس للجديدة الذي يحظى برعاية ملكية، خلال هذه الدورة، الضوء على مختلف تجليات الفرس داخل المنظومات المتعددة، حيث سيتم تشريف سلالات الخيول المحلية كالفرس البربري الوطني والحصان العربي، وذلك بمشاركة 700 فارس يمثلون 35 جنسية. يذكر أن معرض الفرس يعرف هذه السنة مشاركة الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، من خلال رواق خاص بها، يشكل فضاء للعرض والتبادل حول تجربة وخبرة الجهات في مجال الفروسية.