كشف تقرير جديد لليونيسف عن معطيات هامة بشأن أطفال المملكة، موضحا أن 15 ألفا من الأطفال أقل من خمس سنوات توفوا سنة 2018، لينتقل بذلك معدل الوفيات ضمن هذه الفئة من 79 حالة لكل ألف طفل عام 1990 إلى 22 حالة العام الماضي. التقرير الذي يحمل عنوان "الوجه المتغير لسوء التغذية.. حالة أطفال العالم لعام 2019"، أوضح أن سوء التغذية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 0 وأربع سنوات خلال الفترة ما بين 2013 و2018 بلغ 15 بالمائة، مفيدا بأن 17 بالمائة من المواليد الجدد خلال 2015 كان وزنهم منخفضا، فيما 35 في المائة من المواليد تقتصر تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية حتى عمر ستة أشهر. التقرير أشار إلى أن 560 طفلا مغربيا تتراوح أعمارهم ما بين 0 و14 سنة يحملون فيروس نقصان المناعة المكتسبة (السيدا)، ويرتفع الرقم إلى 700 حالة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و19 سنة. وفي الوقت الذي تحارب فيه المملكة وفيات الأمهات والرضع، كشف تقرير اليونيسف حدوث 480 حالة وفاة في صفوف الأمهات عند الولادة سنة 2017، فيما متوسط حياة النساء يصل إلى 78 سنة. وأشارت الوثيقة ذاتها إلى أن معدل نمو السكان السنوي بين عامي 2000 و2018 كان يقدر ب 1.2 بالمائة، وسيتراجع إلى 1.1 بالمائة بين سنتي 2018 و2030، مع تسجيل 682 ألف مولود جديد العام الماضي. وحذرت اليونيسف، ضمن التقرير نفسه، من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من عواقب النظام الغذائي السيئ، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 1 من كل 3 أطفال دون سن الخامسة، أو أكثر من 200 مليون طفل، على الصعيد العالمي، يعانون من نقص التغذية أو زيادة الوزن، وأن ما يقرب من 2 من كل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يحصلون على طعام يدعم أجسامهم وعقولهم سريعة النمو. وأكدت المنظمة ذاتها أن ذلك يعرضهم لخطر ضعف نمو المخ، وضعف التعلم، وانخفاض المناعة، وزيادة العدوى، وفي كثير من الحالات يعرضهم للموت. وأظهرت الوثيقة نفسها أن 149 مليون طفل يعانون من القزم، أو يبدون أقصر من أعمارهم، فيما يعاني 50 مليون طفل من نحافة لا تتناسب مع قاماتهم. ويعاني 340 مليون طفل، أي 1 من كل 2، من نقص في الفيتامينات والمواد الغذائية الأساسية، مثل فيتامين أ والحديد، بينما يعاني 40 مليون طفل من زيادة الوزن أو السمنة. وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: "على الرغم من كل التطورات التكنولوجية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها العقود القليلة الماضية، إلا أننا لم ننتبه إلى هذه الحقيقة الأساسية". وأضافت: "إذا كان الأطفال يأكلون بشكل سيئ، فإنهم يعيشون حياة سيئة. الملايين من الأطفال يعيشون على نظام غذائي غير صحي لأنهم ببساطة ليس لديهم خيار أفضل. يجب تغيير طريقة فهمنا لسوء التغذية والاستجابة له؛ فالأمر لا يقتصر فقط على توفير الطعام الكافي للأطفال. الأهم من ذلك كله هو الحصول على الغذاء المناسب لهم، هذا هو التحدي المشترك اليوم".