نظمت جمعية مرآة للأطفال التوحديين بفاس، بشراكة مع التحالف الجهوي للجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بجهة فاسمكناس، دورة تكوينية في طرق استخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي والرياضة مع الأطفال ذوي التوحد. واستفاد من هذه الدورة، التي سعى من خلالها المنظمون إلى تعميق الفهم بطرق التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد في غياب مرافق الحياة التربوية والاجتماعية، مجموعة من عائلات الأطفال الذين يعانون من التوحد المنحدرين من فئات معوزة بالجهة (بولمان، وتاونات، مكناس، فاس، صفرو)، أشرفت على تأطيرها مربيتان متخصصتان. وتعرف المشاركون والمشاركات في الدورة التكوينية على مجموعة من المحاور المرتبطة بالتوحد وطرق العلاج والتواصل الجيد والفعال مع الأطفال في وضعية التوحد، وفوائد الأنشطة الرياضية المفيدة من خلال مجموعة من الأوراش التطبيقية العملية. وفي تصريح صحافي قالت مريم هيبة، مربية مختصة في التوحد بجمعية مرآة للأطفال التوحديين، إن "الدورة التكوينية، تهدف إلى مساعدة الأسر للتعرف على الطرق العلاجية للطفل التوحدي مع التركيز على تقنية (مقترب التحليل السلوكي التطبيقي) مع الطفل التوحدي التي تعرف اختصارا ب(أ.بي.أ)، من أجل معرفة كيفية التعامل مع الطفل التوحدي وكيفية إدماجه في المجتمع". هيبة، التي ساهمت في تأطير الدورة التكوينية، أضافت: "لقد اتخذنا من محور الرياضة في الدورة التدريبية ركيزة أساسية في علاقته بالتوحد، باعتبار النشاط الرياضي رافعة للادماج ويساعد الطفل التوحدي أن يكون أكثر استقلالية وإندماج وتواصل مع المجتمع". وأكدت المتحدثة نفسها أن استعمال الرياضة مع الطفل التوحدي كانت تقتصر في بداياتها الأولى على بعض الأسر فقط، لكن بعد تدريب نظمه الائتلاف الوطني للجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالعاصمة الرباط، استفادت منه الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، أصبح للرياضة نصيب مهم داخل برامج الجمعيات التي تشتغل مع الأطفال الذي يعانون من التوحد. تجدر الإشارة إلى أن استعمال طريقة مقترب التحليل السلوكي التطبيقي)أعطت نتائج كبيرة في تحسين التعلمات مع الأطفال التوحديين، حسب ما تم تقديمه من أمثلة في الدورة التكوينية، حيث لجأت عدد من الأسر إلى تحويل غرف منازلها إلى قاعات رياضية للطفل الذي يعاني من التوحد.