تساعد مسكنات الألم على تخفيف بعض المتاعب الصحية كالصداع وآلام المفاصل وآلام الدورة الشهرية، غير أنه ينبغي تعاطيها بضوابط معينة لتجنب مخاطرها، التي قد تصل إلى حد الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية. وقال توماس إيزنبرج، مدير الجمعية الألمانية لعلاج الألم، إن المسكنات تخفف من حدة الأعراض والآلام المختلفة مثل آلام الركبة وآلام الأسنان وآلام المفاصل والصداع والنقرس وأيضا نوبات الصداع النصفي. ومن جانبها أوضحت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرج أن مدى فعالية المسكنات في تخفيف الألم يتوقف على المادة الفعالة والجرعة. وأضافت زيلربيرج أن هناك العديد من الأدوية في تركيبات مختلفة، مشيرة إلى أنه يتم تخفيف الأعراض البسيطة بواسطة المسكنات غير الأفيونية مثل الأسبرين والباراسيتامول أو بواسطة جرعات منخفضة من الديكلوفيناك والإيبوبروفين والنابروكسين. وتتوفر العديد من الأدوية بهذه المواد الفعالة بجرعات وعبوات مختلفة ودون وصف الطبيب. وإذا كان سبب الألم يرجع إلى الالتهابات أو الأمراض الالتهابية، فإنه يتم اللجوء إلى العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك بجرعات أعلى والبيروكسيكام، غير أن هذه المسكنات تحتاج إلى وصف الطبيب. وفي حالات الألم الشديد الناتج عن عملية جراحية أو أمراض سرطانية يتم تعاطي ما يعرف بالمسكنات الأفيونية، والتي تشمل المورفين والفنتانيل. وتحتاج هذه المسكنات أيضا إلى وصف الطبيب. وبدوره أشار البروفيسور أولريش فولش إلى أن الألم هو إشارة تحذير من الجسم. وبدلا من اللجوء إلى مسكنات الألم بشكل دائم ينصح أخصائي الطب الباطني الألماني بالوقوف على أصل المشكلة وعلاجها. آثار جانبية وبالإضافة إلى ذلك، حذر إيزنبرج من أن مسكنات الألم المتاحة بدون وصف الطبيب قد يكون لها آثار جانبية على المعدة والكبد والكلى والقلب والأوعية الدموية، ومع تعاطي هذه المسكنات لفترة طويلة قد يزيد خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية بالنسبة للمرضى، الذين يعانون من أمراض مزمنة. وأكد فولش على ضرورة معرفة سبب الألم، مشيرا إلى أنه من الخطأ على سبيل المثال عدم استيضاح سبب ألم البطن وتعاطي المسكنات بدون استشارة طبية؛ فمن المحتمل مثلا أن يرجع سبب الألم إلى التهاب الزائدة الدودية، وهو ما يستدعي علاجا خاصا على وجه السرعة. أما في الحالات، التي يكون فيها سبب الألم واضحا، فينصح الأطباء بعدم زيادة فترة تعاطي المسكنات عن ثلاثة أيام متتالية أو عشرة أيام في الشهر، على سبيل المثال لدى آلام الدورة الشهرية. تهديد حياة الطفل وأشارت زيلربيرج إلى أن توفر بعض مسكنات الألم دون وصف الطبيب لا يعني أنه يناسب جميع الحالات والأشخاص؛ لذا ينبغي على الأقل طلب المشورة من الصيدلاني؛ حيث إن بعض مسكنات الألم مثل الأسبرين لا توصف للأطفال للاشتباه بتسببه في متلازمة راي، التي تصيب الكبد والمخ وقد تهدد حياة الطفل. وأضاف إيزنبرج أن المسكنات من مجموعة العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية قد تسبب أضرارا كبيرة في الكلى مع كبار السن، الذين يعانون من مشاكل بالكلى أو يتعاطون أدوية لخفض ضغط الدم. وينبغي أيضا لمن يعاني من تهيج في الغشاء المخاطي للمعدة توخي الحذر بشكل خاص مع هذه المسكنات تفاديا للإصابة بقرح أو نزيف في المعدة. وبشكل عام، تنصح زيلربيرج بطلب المشورة من الصيدلاني وشرح الحالة له ليتمكن من تحديد نوع مسكن الألم المناسب المتوفر دون وصف الطبيب.