لازالت المحطة الطرقية أولاد زيان بالدارالبيضاء، والتي تعد الأكبر من نوعها على الصعيد الوطني، تؤرق بال القائمين على الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية، رغم المحاولات التي تتم لوقف الفوضى التي تعرفها، والتهميش الذي تعيشه، إذ تحولت إلى ملجأ للمتشردين الذين يبيتون داخلها. وفي وقت أطلقت شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للنقل"، التي فوت لها مجلس المدينة في وقت سابق تدبير المحطة الطرقية أولاد زيان، صفقة من أجل تأهيلها وإعادة الاعتبار لهذه المعلمة البيضاوية، بمبلغ قدر بحوالي مليوني درهم، يبدو أن الفشل في هذه الخطوة دفع الجماعة إلى قرار تأسيس شركة للتنمية المحلية خاصة بهذه المحطة الطرقية. وينتظر أن تعرف دورة أكتوبر المقبل مصادقة مجلس جماعة الدارالبيضاء على إحداث شركة التنمية المحلية لتدبير المحطة الطرقية أولاد زيان، ما يظهر أن شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للنقل" فشلت في تدبير هذا المرفق، بالنظر إلى التزاماتها الأخرى. وترى المعارضة بمجلس المدينة أن الأخير يدبر أموره والمرافق الجماعية بطريقة عشوائية؛ "ذلك أنه تارة يفوت المرفق لشركة للتنمية لتدبيره، ليعود بعد أشهر ويعلن تأسيس شركة خاصة لتتولى الإشراف عليه". وتراهن جماعة الدارالبيضاء من خلال الشركة الجديدة التي ستتم المصادقة عليها على جعل المحطة الطرقية أولاد زيان مكانا أفضل مما هو عليه حاليا، خاصة أنها تعيش على وقع الفوضى في التدبير. وتعرف محطة أولاد زيان منذ فترة طويلة فوضى في التدبير والتسيير؛ ناهيك عما تعرفه من تسيب من طرف "الكورتية" وأصحاب الحافلات، خاصة في المناسبات، مثل العطل المدرسية والأعياد الدينية، ما يحول هذا المرفق العمومي إلى "بقرة حلوب"، حيث يكثر الوسطاء الذين يستفيدون من غياب المراقبة من لدن السلطات المختصة؛ ناهيك عن انتشار السرقة وبيع المأكولات غير المرخصة التي تؤثر على السلامة الصحية للمسافرين؛ إلى جانب تحول المرفق إلى قبلة للمهاجرين الأفارقة الذين يفترشون الأرصفة المحاذية. وكان أعضاء بمجلس المدينة قاموا رفقة العمدة عبد العزيز العماري بزيارة إلى المحطة سالفة الذكر، حيث وقفوا على مجموعة من الاختلالات العميقة التي تجعل من هذه المؤسسة "خارج التغطية"، ما جعلهم يفوتون في دورة جماعية تدبير هذه المؤسسة لشركة التنمية المحلية.