يعود الموسم الثقافي للمعهد الفرنسي بالدارالبيضاء 2019-2020 بحلّة جديدة ومواضيع مغايرة، بحيث سيتمحور الموسم الذي يبتدئ في شتنبر الحالي وينتهي في يوليوز المقبل حول تيمة التقاسم، ومن ثمة اختير له شعار "الدارالبيضاء.. الحب دْيالي" (Casablanca Mon Amour)، فرغم المفارقات الاجتماعية التي تُنفّر الناس من العملاق الاقتصادي، إلا أن المدينة تظل الرئة الاقتصادية للمملكة. وستكون ساكنة المدينة على موعد مع مجموعة من الأحداث الثقافية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، تتنوع بين 17 عرضا، و44 جلسة لعرض أفلام سينمائية، ومعرضين، إلى جانب تنظيم أزيد من 21 لقاء فكريا وثقافيا. كما سيشهد الموسم إقامة لقاءات كوريغرافية، وتنظيم ليلة الفلاسفة، فضلا عن أنشطة الرسم والمسرح والسينما. ويستهدف المعهد الفرنسي جمهور الشباب بالدرجة الأساس، دون إغفال تخصيص حيز زمني لفائدة الأطفال لمساعدتهم على تعلم الفنون وتلقينهم لَبِنَات المواطنة، وكذلك سيستفيد تلامذة المدارس من عروض الموسيقى وورشات العمل الفنية والبيئية، ناهيك عن بعض البرامج الموجهة خصّيصا لهذه الفئة المجتمعية، وكذا دعم حاملي المشاريع الفنية الهادفة. في هذا الصدد، قال مارتان شينو، مدير المعهد الثقافي الفرنسي بالدارالبيضاء، إن "الموضوع الرئيس لهذا الموسم يتجسد في قيمة التقاسم، بما معناه الدعوة إلى التفكير في طرق العيش المشترك بإحدى أكبر مدن المغرب"، مشيرا إلى كون "الدارالبيضاء هي مدينة نحبها ونكرهها في آن واحد جراء التناقضات الكثيرة التي تطبعها؛ فهي تجمع بين الفقراء والأغنياء، وكذا بين الدرجة العالية من اللياقة والنقص الهائل في روح المواطنة، ومن ثمة فإننا بقدر ما نحبّ الدارالبيضاء بقدر ما نكرهها". وأضاف شينو، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التناقضات والمفارقات المشار إليها يمكن التغلب عليها في المستقبل، لأن الدارالبيضاء مدينة تستحق أفضل من الواقع المُعاش، ولعل الجميع يُدرك هذه المسألة تماماً، على أساس أن السلطات العمومية شرعت في تنفيذ مجموعة من المشاريع الكبرى، من قبيل إنشاء المزيد من المساحات الخضراء وتهيئة الكورنيش وافتتاح المسرح الكبير، وغيرها". وأوضح المسؤول عينه أن "صورة المدينة تتحسّن شيئا فشيئا، بحيث تسهر الجهات الفاعلة والساكنة على الحد من قلة عدم احترام الآخر، مقابل تكثيف حملات التضامن والأنشطة الثقافية"، مشددا على أن "الدارالبيضاء تشهد تحوّلا عميقا بشكل تدريج، من خلال مختلف المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تشرف عليها كفاءات المدينة، على اعتبار أن محركها المشترك يكمن في حبّ هذه المدينة الرائعة".