انطلقت تداريب الفوج الأول من المجندين والمجندات داخل القاعدة الأولى للبحرية الملكية بالدار البيضاء، الثلاثاء. وتحتضن هذه الوحدة 750 ملتحقا بالخدمة العسكرية في مختلف ربوع المملكة، يتوزعون بين 250 مجنّدة و500 مجند، رحّب بهم مختلف العاملين في البحرية الملكية، ليشرعوا في تلقي دروسهم النظرية والتكوينية؛ وذلك بعد انتهاء حفل الافتتاح الرسمي الذي احتضنته أسوار الوحدة العسكرية. انضباط المجنّدين والمجنّدات المجندات والمجندون الذين التحقوا بالخدمة العسكرية سيستفيدون من مجموعة من التكوينات المختلفة تبعا لكل وحدة عسكرية، من قبيل الطبخ والحلاقة والميكانيك وغيرها، على أساس أنه سيتم الاحتفاظ بنسبة معينة من المجندين والمجندات داخل سلك العسكرية بعد انقضاء سنة الخدمة الوطنية؛ وذلك حسب معايير صارمة تخص المعدلات المحصّلة والتجاوب داخل التداريب والدروس النظرية، إلى جانب العديد من المعايير الإضافية. في هذا الصدد، قالت الليوتنان زينب الوهبي، مؤطرة في القاعدة الأولى للبحرية الملكية بالدار البيضاء، إن "القاعدة البحرية شهدت، صباح الثلاثاء، حفل افتتاح التجنيد العسكري، حيث تمت قراءة الالتزامات الملقاة على عاتق الجندي أو الجندية، حتى يطلعوا على ما لهم وما عليهم". وأضافت المسؤولة العسكرية، في تصريح أدلت به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "القاعدة الأولى للبحرية الملكية تتوفر على عدد كاف من المؤطرين، بمن فيهم الضباط وضباط الصف والجنود، لإنجاح هذه العملية"، معتبرة أن "أغلب المجندات تطوعن بشكل اختياري"، وزادت: "أحسّ المجندون والمجنّدات بالمسؤولية والانضباط بمجرد ارتداء الزي العسكري". انسجام في الحياة اليومية تمتد الخدمة العسكرية لمدة سنة كاملة، منقسمة على ثلاثة مراحل؛ أولاها مرحلة التكوين النظري الممتدة طوال أربعة أشهر، وتخصص للتكوين العسكري الأساسي، ثم المرحلة الثانية الممتدة على ستة أشهر بغرض التأهيل في عدة مجالات متوفرة لدى وحدات القوات المسلحة الملكية؛ فضلا عن مرحلة ثالثة مدتها شهران، ستخصص لإجراء التداريب والزيارات الميدانية. في هذا السياق، أوضح الليوتنان مهدي كنون، مؤطر في القاعدة الأولى للبحرية الملكية بالدار البيضاء، أن "حفل الافتتاح شهد قراءة الالتزام على كافة المجندين والمجندات الذين يوجدون على أتم الاستعداد لتنفيذ الأوامر والانضباط لها"، مبرزا أن "الأطر تتوفر على الكفاءة اللازمة". وأكد المسؤول العسكري، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تلك الأطر "خاضت العديد من التداريب البيداغوجية في مجال التكوين، سواء تعلق الأمر بالضباط أو ضباط الصف أو الجنود، وهو ما انعكس على المجندين الذين تفاعلوا بشكل إيجابي، إذ لوحظ انسجامهم بشكل كبير في حياتهم اليومية". تطوير الخبرات والمهارات تلا مفتش البحرية الملكية كلمته الافتتاحية على المجندين والمجندات، مستعرضا فيها الفوائد التي ستعود عليهم بعد انقضاء فترة خدمتهم العسكرية الوطنية، ليعمد بعدها إلى زيارة مختلف مرافق القاعدة الأولى للبحرية الملكية، مثل مرافق النوم والترفيه والأكل وقاعات الرياضة والدراسة، التي جهزت بأحدث الوسائل التكنولوجية لضمان تعليم سَلِس للمجندين والمجندات. الكونتر أميرال مصطفى العلمي، مفتش البحرية الملكية، توجه إلى الملتحقين بالتجنيد قائلا: "معشر المجندات والمجندين، تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تمت إعادة تفعيل الخدمة العسكرية بالمغرب، وذلك من أجل تقوية روح الانتماء إلى الوطن لدى الشباب المغربي بمختلف فئاته، مع تمكينه من الحصول على تكوين عسكري وتأهيل مهني يفتح له فرص الاندماج في سوق الشغل". وتابع المسؤول العسكري: "باسمي وباسم جميع الضباط وضباط الصف والجنود العاملين بالبحرية الملكية، أرحب بكم جميعا كمنخرطين في الفوج السادس والثلاثين للخدمة العسكرية، راجين من الله أن يكون مقامكم بيننا مفيدا لكم ولمستقبلكم من أجل تسهيل إدماجكم المهني والاجتماعي، من خلال تكوينكم وتطوير خبراتكم ومهاراتكم في المجالات المهنية والتقنية". تعويضات وعلاجات وتأمين وأورد مفتش البحرية الملكية: "أثناء تواجدكم بيننا ستتلقون تكوينا شاملا، من خلال إدراج مجموعة من المواد والأنشطة التي من شأنها أن تنمي قيمكم المعرفية، وتكون مهاراتكم وقدراتكم المعنوية والنفسية والبدنية، وأن ترسخ لديكم روح الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس". وأردف المصدر عينه: "طيلة مدة تدريبكم ستستفيدون من أجرة وتعويضات، ومن اللباس والتغذية والسكن داخل الوحدة مجانا، وكذلك من العلاجات في المؤسسات الاستشفائية العسكرية، ومن التغطية الصحية والتأمين على الوفاة والعجز والمساعدة الطبية والاجتماعية، على غرار ما هو معمول به لفائدة العسكريين النظاميين". المجندون والمجندات بالقاعدة البحرية تتوزع رتبهم العسكرية إلى جنود الصف بالنسبة لغير الحاصلين على شهادة البكالوريا، ورتبة ضباط الصف للحاصلين على شهادة البكالوريا؛ بينما سينال المجنّدون الذين يتوفرون على تعليم جامعي يصل إلى ثلاث سنوات فما فوق (إجازة أساسية) رتبة ضابط.