لم يفقد الحسين ابتسامته التي اعتاد عليها زبائنه في مارينا كورنيش مدينة أكادير، منذ سنوات، رغم تراجع مدخوله اليومي الذي يحصل عليه من حصته اليومية من رقم معاملات الجولات السياحية التي توفرها شركات خاصة للزبناء على متن يخوتها، الرابضة على الميناء الترفيهي لعاصمة سوس. الحسين، الذي يشتغل يوميا على رصيف الميناء الترفيهي لأكادير، يحرص على التحدث إلى زوار "المارينا" على أمل إقناعهم بالقيام بجولات سياحية بحرية، ولا يتردد في منحهم تخفيضات مغرية لبلوغ هدفه، والحصول على نسبه 10 في المائة من المبلغ الذي يدفعه كل زبون. قبل سنوات كانت الوضع مغايرا تماما، بسبب الأعداد الكبيرة من السياح الأجانب الذين كانوا يفدون على "المارينا"، والاستمتاع بخدماتها وركوب اليخوت المعدة للكراء، الرابضة على متن الرصيف، قبل أن يتسبب تراجع أعدادهم في انخفاض رقم معاملات هذا النشاط، ما أثر سلبا على المداخيل اليومية للحسين وباقي زملائه في المهنة. لمواجهة هذه المتغيرات، لا يتردد الحسين وباقي منافسيه في تقديم تخفيضات مغرية، تصل إلى 30 و40 في المائة من السعر الأصلي، من أجل إقناع زبائنهم بالقيام بجولة بحرية لمدد تتراوح ما بين نصف ساعة و5 ساعات، بأسعار تنطلق من 50 درهما، وتناول وجبات من السمك في عرض المحيط الأطلسي بأسعار منخفضة. ويشتكي معظم المهنيين العاملين في الأنشطة المرتبطة بالقطاع السياحي من التراجع الملموس في الأفواج السياحية بعاصمة سوس، بمستويات مقلقة، مقارنة مع المستويات التي كانت تسجلها مدينة أكادير قبل خمس سنوات، وهو ما دفع فرقا برلمانية إلى الدعوة إلى الوقوف على واقع السياحة بالجهة، وخاصة بالمناطق السياحية التي تشهد حاليا تراجعا حادا في أنشطتها يصل إلى حد الركود، علما أن النشاط السياحي بالجهة يشكل أحد الروافد الأساسية للتنمية المحلية والجهوية وكذا الوطنية. المسؤولون في وزارة السياحة يربطون هذا التراجع في النشاط السياحي لعاصمة سوس بعدم تجديد الوحدات الفندقية وهيكلة مدينة أكادير التي لم تتغير منذ السبعينيات، مؤكدين أن المسؤولين يعملون من أجل إعادة هيكلة المناطق السياحية بالمدينة، وفتح خطوط جوية مباشرة في اتجاهها، من أجل إعادة الرواج السياحي الذي كانت تعيشه سابقا، وإعادتها إلى مكانتها، لتصنف من المدن المغربية الأكثر استقطابا للسياح.