بعد خرجتهِ السّابقة التي توعّد فيها بالعوْدة إلى حمل السّلاح إذا اقتضى الحال التصعيد، يبدو أنّ إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية، مصرٌّ على جرّ المنطقة إلى أتون الحرب، بعدما عادَ في حوارٍ له مع قناة الحرة الأمريكية إلى خيار حمل السّلاح؛ فقد اعتبرَ زعيم الانفصاليين أنه "إذا كان ممرا إجباريا فسنمرُّ من ذلك الممرّ الإجباري، حتى نصل إلى حقنا في تقرير المصير..". وزعم غالي، الذي ظهرَ في مقابلة قناة الحرة الأمريكية وهو يرتدي لباساً صحراوياً محلياً، أنّ "تعنّت المغرب وعدم احترامه للشرعية الدولية في الصحراء ودوسه على قرارات المجتمع الدولي ستفرض على الشعب الصحراوي وعلى جبهة البوليساريو حمل السلاح من جديد"، مورداً أنّ "المغرب يتملّص من إجراء الاستفتاء في الصّحراء". وفي المقابلة ذاتها التي حرصت قناة الحرة الأمريكية على بثها كاملة مساء أمسِ الثلاثاء، شدّد غالي على أنّه "لا يهدّد بالحرب التي عاشها الشّعب الصّحراوي وكلفته الكثير من التضحيات؛ لكن إذا كان ممرا إجباريا فسنمرُّ من ذلك الممرّ الإجباري، حتى نصل إلى حقّنا في تقرير المصير والاستقلال"، بتعبير القيادي الانفصالي. وبشأنِ مقترح الحكم الذاتي الذي تقدّمه المملكة كحلّ مضمونٍ وورقة إستراتيجية تدعمها دول كبرى في الأممالمتحدة، أكّد المسؤول الانفصالي أنّ "هذا المقترح ولد ميتا أمام قضية تصفية استعمار، التي هي مسجلة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة"، مضيفاً أنّ "ورقة الاستفتاء جاءت كحلٍّ وسط، قبلنا به وما زلنا نطالب به وسنحترم نتائجه". "في بداية تعاملنا مع الأممالمتحدة كنا ننظر إليها كمنظمة دولية دورها تطبيق الشرعية الدولية واحترام إرادة الشعوب لكن مع مرور الأيام أصبحَ مجلس الأمن جزءا من المشكل بدلاً أن يكون جزءا من الحل"، يردفُ قائد ميلشيات البوليساريو مبرزاً أنّ "فرنسا وقفت عائقاً ضد تطبيق الشّرعية الدولية في الصحراء، وتعرقل مسار المجتمع الدولي من أجل تمكين الشعب الصحراوي في تحقيق مصيره"، بتعبير القيادي الانفصالي. وأردفَ الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية: "سنصل إلى حقنا مهما كانت التضحيات والصّعوبات"، قبل أن يعرّج إلى قضية معبر الكركرات التي اعتبرها "طريقاً غير شرعي" مبرزاً في هذا الصّدد أن الجبهة الانفصالية لا تهدّد أحدا "وقد جربنا الحرب ونعرف مآسيها وكلّفتنا تضحيات جسام".