حظيت حالة الانتظار والتوتر التي تعرفها لحظات ما قبل الإعلان عن حكومة عبد الإله بنكيران، وأولى مسيرات حركة 20 فبراير التي نظمتها أول أمس الأحد بعد انسحاب جماعة العدل والإحسان، باهتمام الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 27 دجنبر 2011. الحكومة في قاعة الانتظار ففي خبر لها، حمل عنوان "وزراء حكومة بنكيران ينتظرون التعيين الملكي"، قالت يومية "الأحداث المغربية": "وسط تكتم شديد حول الأسماء، ينتظر رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران اتصالا من الديوان الملكي لإبلاغه بالرد الملكي على التشكيلة الحكومية، والشروع في إجراءات تعيين الوزراء"، وفيما أكد رئيس الحكومة في تصريحات أمس الاثنين إرسال لائحة أعضاء حكومته إلى الديوان الملكي السبت الماضي، لم يتوصل الوزراء المقترحون، تضيف الجريدة، إلى حدود زوال أمس بأي دعوة للانتقال إلى القصر الملكي بمراكش، حيث يرجح أن تجري مراسيم تعيين الحكومة. وكشفت "الأحداث المغربية" بأن تكتما شديدا يسود حول لائحة الوزراء التي بعث بها رئيس الحكومة إلى الملك، والتي تم "حصر تداولها في دائرة ضيقة تتكون من الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية، لدرجة أن أعضاء بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والديوان السياسي للتقدم والاشتراكية والمكتب السياسي للحركة الشعبية لا علم لهم بأسماء وزراء أحزابهم، بل إن من هذه القيادات من لا علم له بإرسال لائحة أعضاء الحكومة إلى القصر الملكي". حالة الانتظار هذه أضفى عليها حدث "غضبة الاستقلاليين من بنكيران" نوعا من التوتر والتخوف من إعادة العداد إلى حالة الصفر، حيث خصصت "الأحداث المغربية" للحدث خبرا عنونته ب"حقيبة التجهيز والنقل تقطع حبل الود بين الاستقلال وبنكيران". وهو نفس التوجس الذي تناولته "المساء" في خبر تساءلت في عنوانه "هل "يقلب" عباس الطاولة على بنكيران؟"، معتبرة أنه السؤال الذي تردد كثيرا في الصالونات السياسية بعد أن لوح الاستقلاليون بخيار الخروج من الحكومة خلال اجتماع استثنائي عقدته اللجنة التنفيذية للحزب أول أمس الأحد. وقالت الجريدة بأن هذه التطورات جاءت "بعد أن تشبث حزب العدالة والتنمية بوزارة النقل والتجهيز في آخر لحظة عندما أخبر بنكيران عباس الفاسي بهذا الأمر، فيما كانت هذه الوزارة ضمن قائمة الوزارات المسنودة إلى حزب الاستقلال". غضب الاستقلاليين دفع بعض أعضاء اللجنة التنفيذية إلى مطالبة الأمين العام بعقد مفاوضات جديدة حول الحقائب الوزارية مع العدالة والتنمية تبتدئ من نقطة الصفر، تضيف الجريدة. وأضافت "المساء" جزئية أخرى تضفي المزيد من التعقيد على الموضوع، بقدر ما قد تثير الاستغراب، بقولها إن عباس الفاسي فاجئ الاستقلاليين خلال الاجتماع عندما كشف أنه لم يسلم بنكيران إلى حد الآن أي لائحة أسماء سواء مكتوبة أو شفوية، مشددا على أن المشاورات ما زالت جارية. وفي نفس المسار مضت "الصباح" التي خصصت للخبر حيزا هاما في صفحتها الرئيسية اختارت له عنوان "وزارة التجهيز توقف عجلة حكومة بنكيران"، فبعدما ذكرت بأن بنكيران ينتظر أن يبلغه القصر باللائحة النهائية للحكومة اليوم الثلاثاء، كشفت عن لقاء جمع، مساء الاثنين، بين رئيس الحكومة ومكونات الأغلبية "لوضع اللمسات الأخيرة على الحقائب الوزارية المخصصة لكل طرف"، مع الحرص على "تذويب الخلافات الطارئة بين مكونات الأغلبية، خاصة بعد إثارة حزب الاستقلال لأزمة سببها حرمانه من حقيبة التجهيز والنقل، وعدم التشاور مع قيادة الحزب في لائحة الأسماء المقترحة". واستقت الجريدة تصريحا من رئيس الحكومة المعين، نفى فيه توصله بأي رد كتابي من عباس الفاسي يؤكد اعتزام حزبه الخروج من الحكومة أو انتقاده توزيع الحقائب، كما نفى زيارة أي قيادي استقلالي له لتبليغه بهذا القرار. أولى مسيرات "الحركة" بعد انسحاب "الجماعة" الموضوع الثاني الذي استأثر باهتمام الصحف هي أولى مسيرات حركة 20 فبراير، التي نظمتها أول أمس الأحد 25 دجنبر، بعد إعلان جماعة العدل والإحسان وقف انخراطها في احتجاجات الحركة. حيث نشرت "المساء" خبرا عنونته ب"20 فبراير تخرج إلى الشارع بدون العدل والإحسان"، قالت في مطلعه "نزل المئات من نشطاء حركة 20 فبراير، أول أمس الأحد، إلى شوارع الرباط والبيضاء ومراكش وفاس، للمشاركة في أول مسيرة دعت إلى تنظيمها الحركة بعد انسحاب جماعة العدل والإحسان"، وردد المحتجون، تضيف الجريدة، شعارات تؤكد تشبث الحركة بمطالبها التي نادت بها منذ أول يوم خرجت فيه إلى الشارع للاحتجاج، مؤكدين مواصلة الاحتجاج إلى حين القضاء على الفساد وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية. بدورها "الأحداث المغربية"، وفي خبر حمل عنوان "حركة 20 فبراير تؤكد استمرار المظاهرات السلمية في عشرين مدينة"، قالت "ردد المئات من المشاركين بمسيرات الحركة الأحد الأخير شعارات ترسم معالم هوية واضحة "عليك عليك لامان الملكية البرلمانية هي الضمان".. "النساء والرجال في الحقوق بحال بحال".. "20 الحداثية تقدمية.." بشكلها الجديد"، وأضافت "خرج نشطاء الحركة مساء أول أمس في عشرين مدينة، معلنة أنها مستمرة رغم انسحاب جماعة عبد السلام ياسين". ولاحظت الجريدة "بالرغم من تراجع الأعداد المشاركة مقارنة مع المسيرات السابقة، عرفت مسيرات أمس بكل المدن المغربية العودة القوية للحركات النسائية لعشرينيات فبراير حيث استطعن رفع الشعارات الاحتجاجية عبر المكبرات الصوتية"، وأضافت بأن مسيرات الأحد، التي نظمت تحت شعار "تأكيد الاستمرارية"، أعطاها شباب وشابات الحركة حماسا أكثر وشعارات أكثر قوة تدخل في غالبيتها في إطار المطالب الاجتماعية للمواطنين. أما "الصباح" فقد حصرت تغطيتها لمسيرات الأحد في الرباط فقط، من خلال خبر حمل عنوان "20 فبراير بالرباط في أول مسيرة دون العدل والإحسان"، قالت فيه "بدا أن شباب الحركة، بالعاصمة، لم يتأثروا بانسحاب أتباع الشيخ عبد السلام ياسين، الذين كانوا يجسدون العمود الفقري للحركة طيلة الشهور العشرة الماضية ويؤمنون المشاركة المكثفة في المسيرات المنظمة وجزءا هاما من اللوجيستيك الذي تحتاجه، إذ عمدت أحزاب اليسار، الأعضاء بالحركة والمناصرة لها، إلى حشد المواطنين للمشاركة في اليوم الوطني العاشر للحركة". وقدر المنظمون عدد المشاركين في المسيرة، حسبما نقلت "الصباح"، بألفي متظاهر، رفعوا بحماس الشعارات التي "عادت إلى واجهتها المطالب الاجتماعية فيما غابت عنها لغة التصعيد".