وجد المصطافون وزوار شاطئ "الصابليت" بالمحمدية أنفسهم وجها لوجه أمام خزانات على شكل بواخر صغيرة مهيأة بشكل جمالي ومكتظة بالكتب والمؤلفات من جميع التخصصات (قصص بكل اللغات، معاجم، دواوين شعرية، مترجمات، فكر إسلامي، زجل، كتب للأطفال...)، وضعت رهن إشارة المصطافين ورواد الشاطئ من كل الأعمار والفئات، الأمر الذي أثار انتباههم وشجعهم على اكتشاف الخزانات وافتحاص مدخراتها القيمة. المبادرة الجميلة من تنظيم منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة بالمنصورية، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال وبتنسيق مع جماعة المنصورية وجمعية التلال المحلية، ابتدأت في منتصف يوليوز المنصرم وستمتر حتى نهاية غشت الجاري على ضفاف الشاطئ. تقدم المكتبة الشاطئية لزوارها عرضا مغريا، يجمع بين متعة الاستجمام والاستمتاع بالصيف ومتعة القراءة والتثقيف، فتجد الوافدين عليها من المحبّبين للفكرة والدّاعمين لها. خديجة، من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، إحدى الزائرات للمكتبة الشاطئية، وجدت في الفكرة "تجديدا وروحا شبابية تصبو إلى التغيير"، واعتبرت أن "تعميمها على باقي المناطق السياحية بالمغرب أمر محمود". المبادرة تحمل شعار "قارئ اليوم قائد الغد"، وتندرج في سياق العمل على جعل القراءة سلوكا يوميا يصاحب الفرد في كل مراحل حياته وانشغالاته، وتربية النشء على محبة الكتاب والإقبال على القراءة في فصل الصيف الذي يوازي فترة العطلة والخلود إلى الراحة، وذلك من أجل الحفاظ على الرصيد المعرفي من جهة، وتربية الذوق من جهة ثانية، وإمتاع الذهن والفكر إلى جانب إمتاع الجسم بالرياضة والاستجمام، واكتشاف جمال الطبيعة على شواطئ عاصمة الزهور. وتعرف هذه الأيام التربوية إقبالا من طرف فئات عمرية مختلفة تطمح إلى محو الصورة النمطية التي أصبحت توصم بها شواطئنا، صورة التلوث والاكتظاظ و"لوبيات البراصولات"، وغيرها من الظواهر المشينة. في هذا الصدد، قال عبد العالي بونصر، منسق منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، إن هذه المبادرة الشبابية "تهدف إلى تشجيع القراءة في صفوف عامة المواطنين وجعل الفضاءات العمومية، وخصوصا السياحية منها، مساحات تجمع بين متعة الاستجمام والحفاظ على الرصيد المعرفي وتنميته". وأضاف بونصر في تصريح لهسبريس: "يجب أن نجعل من الكتاب أنيسا ورفيقا لكل المغاربة أينما حلّوا وارتحلوا"، موردا: "نحن الشباب المثقف مطالب بالتسويق لمنطقتنا الواعدة، وخير علامة لذلك هي الكتاب"، خاتما حديثه بالقول: "يوجد الكثير من الشباب الذي يعتبر أن الشاطئ هو مصدر للرزق وكسب المال، لا ضير في ذلك، فقط الفكرة وطريقة تطبيقها هي ما تحتاج منّا إلى التطوير وبذل جهد للارتقاء". *صحافية متدربة