رغم الجدل الواسع الذي رافق زيارته السابقة إلى المملكة المغربية، يعود جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الرباط في إطار جولة ثالثة تقوده إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لمواصلة بحثه عن التوافق بخصوص خطة السلامالأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية الشهيرة ب"صفقة القرن". وقبل حلوله بالرباط كان كوشنر قد قام بزيارة لمصر بحث خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومكافحة الإرهاب والعلاقات الثنائية. كما التقى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي قبل ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء بمدينة القدس. وذكرت مصادر إعلامية دولية أن جولة كوشنر ستشمل كلا من إسرائيل، الأردن، مصر، السعودية والمغرب. فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الإمارات ستكون أيضًا ضمن الجولة. ولم تعلن الرباط رسميا عن أي معطيات بخصوص هذه الزيارة. وكشفت مصادر إعلامية أمريكية أن زيارة كوشنر ستشمل خمس دول في المنطقة لمواصلة مناقشة مقترح الدعم الاقتصادي الذي تقترحه الإدارة الأمريكية للأزمة الفلسطينية كجزء من خطة السلام. كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن كوشنر سيلتقي، رفقة ذراعه اليمنى جايسون غرينبلات والممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكية براين هوك، في كل من الأردن ومصر والسعودية وإسرائيل والمغرب بقادة هذه الدول. وتبلغ التوقعات الاقتصادية لمبادرة كوشنر، التي كشف عنها خلال مؤتمر عقد بالبحرين في يونيو الماضي، حوالي 50 مليار دولار كاستثمارات في الاقتصاد الفلسطيني. وكان المغرب قد شارك في "مؤتمر البحرين" الاقتصادي، المنعقد في المنامة بدعوة من البحرينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، على مستوى تمثيلية ضعيفة تتمثل في إطار من وزارة الاقتصاد والمالية. وأشار بيان الخارجية المغربية إلى أن هذه المشاركة تأتي "انطلاقا من الموقف الثابت والدائم للمملكة المغربية من أجل حل دولتين، تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام واستقرار، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وسبق للملك محمد السادس أن استقبل في إقامته بمدينة سلا كوشنر، الذي حل بالمملكة شهر رمضان الماضي. وأجرى العاهل المغربي قبل ذلك محادثات مع كوشنر همت تعزيز الشراكة الإستراتيجية القديمة والمتينة ومتعددة الأبعاد بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب. كما شملت المحادثات التطورات التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بحضور جايسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. وسبق لمسؤول أمريكي في إدارة الرئيس ترامب أن كشف أن اللقاء مع العاهلين المغربي والأردني كانا "إيجابيين ومثمرين للغاية"، دون أن يكشف تفاصيل أكثر بخصوص مدى دعم أو رفض الملك محمد السادس لخطة السلامالأمريكية المثيرة للجدل.