شهدت قاعة المحاضرات بفضاء دار الطالبة الأنيق بميضار، إقليم الدريوش، على امتداد يومين، فعاليات النسخة الثالثة من "ملتقى أغبال" تحت عنوان "منطقة غرب جهة الشرق: المجال والهجرة والثقافة والتنمية الترابية"، الذي نظمته جمعية أغبال للتنمية والتضامن بشراكة مع الكلية متعددة التخصصات بالناظور. بعد كلمات الجهات المنظمة لهذه النسخة الثالثة، اسْتُهِل اليوم الأول من الملتقى بمحاضرة افتتاحية استعرض فيها الأستاذ المحاضر أهم مؤهلات منطقة غرب جهة الشرق وفرص التنمية المستدامة فيها. لتنطلق أشغال الجلسة العلمية الأولى بمحور عنوانه "المجال والتاريخ" من خلال مداخلات تطرق فيها الأساتذة إلى معالم التشكل الحضاري للمنطقة، ومظاهر تعميرها، والأنشطة البحرية لوادي كرت خلال القرن التاسع عشر، فضلا عن تحولات المجال المتعلقة بالجوانب الاجتماعية وتدهور الموارد الطبيعية، وديناميات الإنسان بهذا المجال اعتمادا على حوض بودينار أنموذجا. تواصلت أعمال الملتقى في يومه الثاني بثلاث جلسات علمية؛ انطلقت الجلسة الثانية في ترتيب هذا الملتقى بمحور "الهجرة والتنمية"، تتبع فيها الأساتذة مفردات هذا المحور وفق مقاربة تاريخية، وتوقفوا عند أثر كفاءات مغاربة العالم في النهوض بالتنمية، ودور الهجرة الدولية والجهوية في تنمية الريف الشرقي، وصولا إلى تقييم خمسين سنة من الهجرة المغربية إلى هولندا باعتبارها سنوات للبذل والنماء. بينما استهدفت الجلسة الثالثة في محور "الموارد المحلية والتنمية الترابية" رصد الموارد الجيولوجية في إقليم الدريوش، وتحديات تدبير الموارد المائية واستراتيجية التنمية الشاملة ببوادي ومدن الإقليم. أما الجلسة الرابعة والأخيرة فقد تناول المتدخلون في محور "الثقافة المحلية والذاكرة" الفرجات الشعبية بالريف بين الاستمرارية والاندثار، وملامح من الحياة العلمية والفكرية بالريف باعتبار المنطقة منطلق انتشار المذهب المالكي إلى كافة ربوع المملكة. وخُصِّص اليوم الأخير لجولة علمية على شرف المشاركين في هذا الملتقى في منطقة غرب جهة الشرق، شملت التعرف على التراث العلمي والحضاري بالمنطقة، حيث انطلقت الجولة من ميضار الأعلى في اتجاه تفرسيت حيث يرقد الأمير المريني طلحة بن أبي محلي، وقوفا بموقع أنوال ومحكمة عبد الكريم الخطابي بأخشاب أمغار المقابل لدهار أبران، مرورا بضريحي مؤسس إمارة نكور صالح بن منصور، وابنه إدريس. وقد شهد الملتقى حضور أساتذة من جامعات مغربية كالدار البيضاءوالرباط ومكناس ووجدة والجديدة والقنيطرة، وأجنبية كألميرية بإسبانيا، ومن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وباحثين من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ووكالة الحوض المائي لملوية ومكاتب للدراسات. كما سجل الملتقى حضورا نوعيا شمل المهتمين من الأساتذة الجامعين وطلبة الماستر والدكتوراه، وجمعيات المجتمع المدني من داخل المغرب وخارجه، إضافة إلى حضور وازن لمغاربة العالم من أبناء المنطقة.