قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن "المجلس الوطني للصحافة هو فرصة متاحة للمهنيين من أجل تنظيم القطاع"، مشددا على أن "المجتمع في حاجة ماسة إلى تنظيم تدفق المعلومة وحركية الأخبار الزائفة". وأضاف العثماني، الذي حضر افتتاح مقر المجلس الوطني للصحافة، مساء الخميس بالعاصمة الرباط، أن "المولود الجديد إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الوطني، ومعه سيتضح الصحافيون المهنيون من غيرهم". وأبدى رئيس الحكومة سعادته بحضوره افتتاح المقر الجديد، واضعا ثقته في الأعضاء لضمان أخلاقيات المهنة، والقيام بما يلزم لحمايتها، مشيرا إلى استعداده الدائم من أجل التعاون. وقال العثماني إن "الإصلاحات في جميع القطاعات، بما فيها الصحافة، لا تنتهي، والمجلس عليه مباشرتها وترشيدها ليستجيب للمواطنين الذين يريدون الخبر والتحليل السليم". واعتبر رئيس الحكومة أن "الصحافي الذي يقول العام زين على الدوام، ليس صحافيا ولا يمارس المهنة، فلا بد من نظرة نقدية لكن دون أن تصل إلى درجة التبخيس وتسويد الواقع"، مطالبا ب"خطاب موضوعي ومنصف". وأبرز العثماني أن "افتتاح المقر الجديد يأتي في سياق الاحتفال بالذكرى 20 لوصول الملك محمد السادس إلى الحكم، وقد راكم الجالس على العرش العديد من الإنجازات، من بينها إنجازات كثيرة مرتبطة بمهنة الصحافة". بدوره، شدد يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، على أن "مقر المجلس هو بيت لجميع المنتسبين إلى مهنة الصحافة"، مسجلا أن "المغرب اجتاز مسارا طويلا ليصل إلى هذه القفزة المهمة والمساهمة في مشروع البناء الديمقراطي". وقال مجاهد أمام وفد حكومي ودبلوماسي إن "الصحافيين بادروا كثيرا إلى تنظيم القطاع، بداية بتحركاتهم ضد ما عرف بصحافة الرصيف، ثم طرحوا بعدها نقاشات وطنية ودولية مهمة تناولت موضوع أخلاقيات المهنة". وأضاف الرئيس الأول للمجلس أن "أعضاء المجلس لم ينتظروا توفر المقر من أجل بدء الاشتغال، بل باشروا عملهم طوال الفترة الماضية، وتمكنوا فعلا من إنتاج تراكم مهم على مستوى قضايا الأخلاقيات وتأهيل المقاولات وغيرها". واعتبر مجاهد أن "أكبر تحدٍّ أمام المجلس الوطني للصحافة هو بلورة الالتزامات إلى استراتيجيات عمل حقيقية واضحة"، مشددا على "ضرورة احترام أخلاقيات المهنة، وتنظيم الولوج إليها، وقطع الطريق أمام المتطفلين الذين اخترقوها عبر بوابة التطور التكنولوجي". وأثار المتحدث "ضرورة مزيد من التكوين للصحافيين، على المستويات المهنية والقانونية والإدارية"، و"ضرورة مواكبة المقاولة الصحافية التي تواجه تحديات اقتصادية عديدة".