بعد التشويش الذي تعرّض إليه من طرف خصوم المملكة، وافقت شركة النفط الوطنية النيجيرية المملوكة للدولة على تسريع الاتفاق الثنائي لخط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب في وقت قالت إنه سيكون "قياسياً". وكشف مالام كايري، المدير الإداري للمجموعة النفطية، أثناء استقباله لموحى أوعلي تاكما، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى نيجيريا، أن مؤسسة النفط الوطنية النيجرية والمغرب سيوقعان قريبا اتفاقا ثنائيا يهم مشروع أنابيب الغاز الضخم. وبخصوص التطور في إنجاز المشروع المغربي النيجيري، أوضح مالام كايري أن شركة النفط الوطنية النيجرية وافقت على شروط مذكرة التفاهم وملتزمة بتفعيلها في الوقت المحدد. كما أضاف المسؤول ذاته: "نحن متفقون تماما مع مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومتين، وسنحرص على التقدم في المشروع". وجدّد الرئيس النيجيري محمدو بوهاري، على لسان المدير العام للمجموعة الحكومية، حرصه على تقوية العلاقات الخارجية لبلاده وتوسيع التعاون بين الدول الإفريقية، خصوصا على مستوى الممرات الاقتصادية للقارة السمراء. رئيس المجموعة النيجرية أكد، وفق ما نقلته وسائل إعلام نيجيرية، أن "المشروع الكبير بين الدولتين سيكون مهما للغاية لخلق فرص عمل وتحقيق الازدهار الاقتصادي؛ وهو ما من شأنه أن يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في جميع أنحاء القارة الإفريقية". ووصف المتحدث العلاقات المغربية النيجرية ب"التاريخية"، والتي تعود إلى ألف عام، مشددا على أن "البلدين سيواصلان العمل معاً لزيادة تسخير موارد الغاز الضخمة في نيجيريا". وخلص المصدر ذاته إلى أن "نيجيريا تتوفر على مليارات من موارد الغاز غير مستغلة، وسيعزز التعاون الثنائي مع المغرب بشأن خط أنابيب الغاز اقتصادات جميع البلدان المتواجدة بدول غرب إفريقيا بالإضافة إلى المغرب". أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، كانت قد كشفت أن مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط المغرب بدولة نيجيريا وصل إلى مراحل متقدمة، مشيرة إلى الانتهاء من المرحلة الأولى المتعلقة بدراسة الجدوى في مارس 2019، ثم الشروع في المرحلة الثانية التي ترتبط أساسا بالدراسة المدققة للمشروع. جدير بالذكر أن مشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا صودق عليه خلال زيارة قام بها الملك محمد السادس إلى نيجيريا في دجنبر من سنة 2016، وهو أحد المشاريع الإستراتيجية التي أعلنت عنها المملكة من أجل المساهمة في التكامل الطاقي لإفريقيا، وتشرف كل من شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات بالمغرب. ويُرتَقب أن ينطلق هذا الخط من نيجيريا ثم البنين والتوغو وغانا والكوت ديفوار وليبريا، مروراً بسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال ثم موريتانيا، وصولاً إلى المغرب المحطة الأخيرة قبل مده إلى أوروبا.