تعمل مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على إعداد دليل عملي للتربية الدامجة خاص بالدخول المدرسي، تفعيلا لمقتضيات القرار الوزاري رقم 047.19 المتعلِّق بالتربية الدامجة للتّلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة. وتقصد هذه الخطوة إعداد "وثيقة مكمّلة" توضّح الإجراءات العملية التي يجب أن يتّخذها مدير المؤسسة التربوية في الدخول المدرسي، من أجل تركيز الجهود، وجعل الدخول المدرسي يهتمّ بالتلاميذِ ذوي الاحتياجات الخاصّة في إطار التمييز الإيجابي. والتقى، الأربعاء، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة وممثّلون عن الأكاديمية بمفتشين وفاعلين من الأكاديميتين الجهويّتين للتربية والتكوين لجهتي الدارالبيضاء - سطات، وطنجة - تطوان - الحسيمة، وفاعلين مدنيين وممثلي منظمات دولية عاملين في مجال التربية والتعليم. محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، اعتبر اللقاء، الذي تمّ بمقرّ الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، في الرباط، ورشة صغيرة عملية تأتي بعد إعداد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي وتقديمها مجموعة من الدلائل، من أجل إعداد وثيقة مكمّلة متعلقة بالإجراءات العملية لمدير المؤسسة في الدخول المدرسي. وأشاد أضرضور بمكاسب مشروع التربية الدامجة في هذه السنة، مؤكّدا أن الإدارة وحدَها لم تكن لتحقِّقَ ما حُقِّق دون تعاون مع الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني. كما أوضح المسؤول التربوي الجهوي أن هذا المشروع يعني تكييف المناهج الدراسية كلها، وتكييف إجراءات التقييم والامتحانات، مع عدم الاقتصار على تكييف الامتحانات بل تكييف التّحصيل وطرقه أيضا.. لأن هؤلاء التلاميذ "أبناء مواطنين مغاربة يستحقون من المنظومة كل الاهتمام والاعتزاز". وأكّد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلاالقنيطرة أن الانطلاقة السليمة والدخول المدرسيّ السّلسَ يحتاج تنظيما قبليا، حتى يجد التلاميذ أن قيمتهم الاعتبارية مضمونة داخل المؤسسة؛ وهو ما دفع إلى تنظيم هذه الورشة بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني وبعض المنظمات الحكومية وبتنسيق مع أكاديميتين جهويتين أخريين، قصدَ "وضع دليل عملي يُيَسِّر العمل داخل المؤسسة التعليمية عند استقبال هؤلاء التلاميذ، وعند استقبال الجمعيات والمرافِقات والمرافقين، ولتوضيح طريقة تنظيم الفضاءات المدرسية والوسائل التعليمية، وتوفّر الولوجيات". وتُعَرِّف المادة الثانية من القرار الوزاري المتعلّق بالتربية الدامجة والتلاميذ في وضعية إعاقة، هدف هذه التربية ب"تمكين كافّة الأطفال ذوي الإعاقة من الالتحاق بمؤسّسات التربية والتعليم التي يرتادها أقرانهم، والتعلّم ضمن نفس البيئة المدرسية التي توفّر لهم شروط النجاح، من خلال تكييف التعلّمات وطرائق وتقنيات العمل مع قدراتهم وخصوصيات كلّ صنف من أصناف الإعاقة، فضلا عن توفير المواكب لهم في فضاءات متخصّصة يرتادها المتعلّم(ة) حسب برمجة زمنية وفق مشروعه البيداغوجي الفردي". كما توضّح المادة الثالثة من هذا القرار الوزاري أن مؤسّسات التربية والتعليم الدامجة خلال مراحل التعليم الأوّلي والتعليم الابتدائي والتعليم الثانوي بسلكيه، تُقدّم خدمات التربية والتعليم والمواكَبَة، للتّلميذات والتلاميذ المصابين بإعاقة التوحّد، والإعاقة الذّهنيّة، وإعاقة الشّلل الدماغي الحركي، والإعاقة السّمعيّة، والإعاقة البصريّة، وإعاقة صعوبات التعلّم، وإعاقات أخرى، لم تحدّدها".