اهتمام ملحوظ ذلك الذي بدأت تُبديه الرّباط لبعض الدّول الإفريقية، إذ قررت جمهورية رواندا فتح سفارتها قريبا بالمغرب، وتعيين الشيخ صالح هابيمانا سفيرا جديدا لرواندا في الرباط، حسب ما أعلن بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء 16 يوليوز عن مكتب الوزير الأول. ويأتي هذا القرار أياما قليلة بعد الزيارة التي قام بها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إلى كيغالي، حيث سلّم خلالها رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس الرواندي؛ فيما تسعى البوليساريو من جهة أخرى إلى عدم تفويت احتفالات تعيين رؤساء الدول التي ترتبط بعلاقات معها، والتي يرون فيها فرصة للقاء بزعماء دول كبرى. وبعد أسبوع واحد من إلغاء اجتماع اللجنة الرئاسية الثلاثية للاتحاد الإفريقي حول الصحراء المغربية، توجّه محمد سالم السالك، الذي يصف نفسه ب"وزير الشؤون الخارجية" في جبهة البوليساريو الانفصالية، يوم 14 يوليوز، إلى كيغالي، حاملا معه رسالة إلى الرئيس الرواندي بول كاغامي، في محاولة من الجبهة طرق باب المتدخلين الجدد في قضية الصحراء المغربية، إذ يُعتبر هذا الأخير عضوا في اللجنة الرئاسية الثلاثية للاتحاد الإفريقي، إلى جانب كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسيريل رامافوسا. وفي هذا السياق، يرى خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدّولية بجامعة محمد الأوّل بوجدة، أنّ "المغرب راهن على موقف الدّول من قضية الصحراء المغربية في علاقاته الثنائية مع مجموعة من الدّول الإفريقية، وكان لهذا أثر على مجموعة من علاقاته الدبلوماسية؛ إما بالتجميد أو قطع العلاقات، ففوّت فرصا كثيرة على المستويين الاقتصادي والسياسي بسبب النقص في التواصل معها، الشيء الذي أثّر على موقفها فيما يتعلّق بقضيته الوطنية على مستوى مجموعة من المنظّمات الدّولية". وأكّد المتحدّث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "فتح السفارة الرواندية بالمغرب تحاول كبير فيما يتعلق بتصوّر طبيعة العلاقات مع دول إفريقيا، بالنظر إلى الموقف السلبي لرواندا من الوحدة الترابية للمغرب". واعتبر الشيات أنّ السياسة الخارجية التي بدأ يتّبعها المغرب "نموذج للتحول على المستوى الواقعي؛ فالمغرب يريد أن ينمي علاقاته الاقتصادية والسياسية مع مجموعة من الدول الإفريقية، على الرغم من إبقائها على مواقف معادية للوحدة الترابية". واستنتج المتحدّث، ضمن التصريح ذاته، أنّ "تمتين العلاقات على المستوى الدبلوماسي وتعزيز التواصل والتعاون على المستوى الاقتصادي وتبادل الآراء سيكون له أثر لا محالة على مُستوى توصيل الفكرة الحقيقية المغربية فيما يتعلّق بقضاياها السياسية". *صحافية متدربة