أجرى الوفد الاقتصادي الإفريقي، الذي حلّ بالمملكة، الاثنين، في زيارة امتدت ليومين، حوار أعمال مغربي-جنوب إفريقي بمدينة الدارالبيضاء، حضره مجموعة من المسؤولين المغاربة في النسيج المقاولاتي، إلى جانب وفد من رجال الأعمال القادمين من "بلاد مانديلا"، على رأسهم جوناثان أوبنهايمر، أحد أهم الفاعلين الاقتصاديين في إفريقيا، ومسيبي جوناس، المبعوث الخاص لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا المكلف بالاستثمار. وحسب ما كشف عنه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فإن حوار الأعمال بين المغرب وجنوب إفريقيا يأتي لاستكشاف سبل شراكة اقتصادية جديدة، حيث شارك في لقاء "الدبلوماسية الاقتصادية" أيضا أولوسيجون أوباسانجو، الرئيس السابق لجمهورية نيجيريا ورئيس مؤسسة برينثهورست (Brenthurst)، من أجل "مناقشة إمكانات شراكة اقتصادية جديدة بين المغرب وجنوب إفريقيا، وأهمية اندماج اقتصادي أفضل في المنطقة". ويأتي اللقاء الاقتصادي عقب أيام قليلة من إعلان وزير خارجية جنوب إفريقيا مواصلة سياسة بلاده الداعمة لجبهة البوليساريو الانفصالية، بحيث يقوم وفد اقتصادي من القارة السمراء بزيارة إلى المملكة المغربية؛ ضمنهم المبعوث الخاص لرئيس جنوب إفريقيا المكلف بالاستثمار. وفي إطار جهود المغرب بإفريقيا، وبمبادرة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قام وفد من كبار الأعمال البارزين من جنوب إفريقيا ونيجيريا وليسوتو وكينيا، يومي الاثنين والثلاثاء، بزيارة إلى المملكة المغربية للوقوف على جاذبية الاستثمار المغربي، علما أن المغرب هو أكبر مستثمر في غرب إفريقيا، وثاني أكبر مستثمر إفريقي في القارة بعد جنوب إفريقيا. صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ركز على أهمية "دينامية الاندماج الاقتصادي وضرورته لتنمية القارة، وكذلك دور البلدان الإفريقية ذات الاقتصادات الناشئة في تسريع وتعزيز هذه العملية"، مشددا على "الدور الريادي للقطاع الخاص الإفريقي في هذه الدينامية". وأكد مزوار، في معرض حديثه عن أفق هذه الزيارة الاقتصادية، ضمن البيان الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، أن "التحالف القوي بين مجتمعي الأعمال المغربي والجنوب إفريقي سيساهم في خلق الثروة والقيمة المضافة، من أجل تنمية مستدامة وشاملة في إفريقيا ورفاه شعوبها، خاصة الشباب". كما عبّر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب عن رغبة "الاتحاد في أن يصبح قوة فاعلة، من أجل العمل تقريب وجهات النظر، ثم بناء جسور التعاون الاقتصادي القوي بين المغرب وجنوب إفريقيا". من جهته، شدد محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، على أهمية "تجاوز الاختلافات، في مقابل تكثيف جهودنا، عبر العمل كفريق موحد لمواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه القارة السمراء". ويشمل البرنامج زيارة الوفد الإفريقي لبعض المشاريع الاقتصادية العملاقة للمملكة المغربية؛ من ضمنها ميناء طنجة المتوسطي، ومحطة نور للطاقة الشمسية بورزازات، بالإضافة إلى عقد لقاءات مختلفة مع ممثلي القطاع العام والفاعلين الاقتصاديين في المملكة.