حافظ الصربي نوفاك ديوكوفيتش على لقبه في بطولة ويمبلدون المفتوحة للتنس، ثالث البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام)، بعد أن فاز في نهائي ملحمي وماراثوني على النجم السويسري روجر فيدرير الأحد بثلاث مجموعات لاثنتين، ليضيف لقبه ال16 في بطولات الغراند سلام. وبعد مباراة رائعة استمرت 4 ساعات و55 دقيقة، تمكن المصنف الأول عالميا من حسم الأمور لصالحه بعد ماراثون شاق بنتيجة 7-6 (7-5) و1-6 و7-6(7-4) و4-6 و13-12(7-3). ويعد هذا هو اللقب الخامس، الثاني على التوالي، في مسيرة اللاعب الصربي على ملاعب ويمبلدون العشبية بعد أعوام (2011 و2014 و2015 و2018). كما أن "الإعصار" الصربي أضاف اللقب ال16 في خزائنه ببطولات الغراند سلام، ليقترب من صدارة الثنائي فيدرير (20 لقبا)، والإسباني رافائيل نادال (18 لقبا). وواصل 'نولي' تفوقه على "المايسترو" فيدرير للمباراة الرابعة على التوالي، ليرفع إجمالي انتصاراته إلى 26 ، مقابل 22 للمصنف الثالث عالميا، كان آخرها قبل 4 أعوام في دور المجموعات ببطولة الأساتذة الختامية في لندن. وبهذا يرفع ديوكوفيتش إجمالي ألقابه هذا الموسم لثلاثة، منها لقبين في الغراند سلام (أستراليا وويمبلدون)، بالإضافة للقب مدريد للأساتذة. على الجانب الآخر، فشل فيدرير في حصد أول ألقابه في بطولات الغراند سلام هذا الموسم، ليتجمد رصيده عند 8 ألقاب في أعرق البطولات الأربع الكبرى، كان آخرها في 2017 على حساب الكرواتي مارين تشيليتش، ولكنه يظل الأكثر تتويجا بها. وظل رصيد صاحب ال37 عاما عند 3 ألقاب هذا العام (هاله وميامي للأساتذة ودبي). كما كان متوقعا، كانت البداية متكافئة للغاية بين اللاعبين، واستطاع كليهما المحافظة على شوط الإرسال حتى ذهبت المجموعة إلى شوط كسر التعادل الذي حسمه ديوكوفيتش بنتيجة 7-6(7-5). إلا أن الصورة تغيرت تماما في المجموعة الثانية حيث شهدت سيطرة واضحة من "المايسترو" فيدرير الذي صال وجال في الملعب ليحسم الأمور لصالحه بسهولة كبيرة (6-1). عادت الأمور لنصابها في المجموعة الثالثة، وحافظ كل لاعب على شوط إرساله، حتى جاء الاحتكام من جديد لشوط كسر التعادل الذي وقف مجددا في صف اللاعب البلقاني بنتيجة 7-6(7-4)، ليتحول الضغط لفيدرير الذي كان مطالبا بحسم المجموعة الرابعة من أجل إبقاء الأمور داخل الملعب. كانت بداية المجموعة الرابعة متوازنة إلى أن جاء الشوط الخامس الذي شهد كسر جديد من اللاعب السويسري لإرسال 'نولي' الذي ارتكب أخطاء كثيرة أهدت الشوط لفيدرير. استغل النجم السويسري الأمر وفاز بشوطين متتاليين، ليصبح على بعد شوط واحد من حسم المجموعة، ولكن استفاق ديوكوفيتش وفاز بشوطين متتاليين لتصبح النتيجة (5-4)، وتتوتر الأجواء في معسكر اللاعب السويسري. ولكن خبرة فيدرير وأفضلية الإرسال ساعدتاه في حسم المجموعة لصالحه (6-4)، ليتأجل الحسم للمجموعة الخامسة. تمكن حامل اللقب الصربي من كسر إرسال فيدرير مبكرا في الشوط السادس، ليتقدم (4-2) مع أفضلية إرساله، إلا أنه لم يستفد من هذا التقدم ويترك فيدرير يعود في المباراة من جديد برد الكسر سريعا، ثم الفوز بشروط إرساله، لتتعادل الكفة (4-4). عادت كفة المباراة للتوازن بين اللاعبين، حتى جاءت فرصة ذهبية لفيدرير من أجل اقتناص اللقب عندما تمكن من كسر إرسال ديوكوفيتش في الشوط ال15 ليتقدم في النتيجة (8-7)، مع شوط إرساله. ولكن أهدر فيدرير نقطة الفوز باللقاء ليمنح اللاعب الصربي فرصة العودة في اللقاء والتعادل في النتيجة (8-8). استمر الماراثون المثير بين اللاعبين، حتى وصلت المجموعة للشوط ال24 والنتيجة تشير إلى التعادل (12-12)، ليلجأ الطرفان لشوط كسر التعادل لحسم من سيرفع لقب البطولة. وفي شوط كسر التعادل، نجح المصنف الأول عالميا في كسر إرسال فيدرير، ليتقدم (4-1)، قبل أن يعود السويسري بنقطتي إرساله ليقلص الفارق إلى (4-3). واصل ديوكوفيتش خطواته الثابتة نحو الفوز باللقاء واللقب، وهو ما تحقق بعد أن أنهى الأمور تماما بنتيجة (7-3).