أقام أشرف إبراهيم، سفير مصر بالمغرب، وزوجته منى البغدادي، حفل استقبال مساء أمس بمقر الإقامة في الرباط؛ بمناسبة العيد الوطني لجمهورية مصر العربية، حضره كل من أناس الدكالى وزير الصحة، وكاتبي الدولة حمو احلى وفاطنة لكحيل، بالإضافة إلى نخبة من رموز المجتمع المغربي وقادة وممثلي عدد من الأحزاب السياسية والسفراء العرب والأجانب وملحقي الدفاع المعتمدين؛ وممثلي المنظمات الدولية؛ إلى جانب عدد كبير من الاقتصاديين ورجال الأعمال والمثقفين والفنانين والإعلاميين والصحافيين؛ وممثلي الجالية المصرية بالمغرب. وبدأ الاحتفال بالسلامين الوطني لمصر والمغرب، تلته كلمة للسفير أشرف إبراهيم، وفقرات فنية لفرقة افنان بقيادة المايسترو عبد الناصر مكاوي الذي قدم مقطوعات موسيقية منوعة، كما شذت النجمة دنيا باطمة والنجمة فاطمة الزهراء القرطبي والفنانة زينب أسامة والمطرب فؤاد طرب بمجموعة من الأغاني الشرقية المصرية والمغربية. ورحّب السفير، في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، بتشريف الحضور الاحتفال بمناسبة العيد القومي لجمهورية مصر، واستعرض خلالها "برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته مصر، والنجاح الذي حققه حتى الآن وبدأ يؤتى ثماره لتحقيق مستقبل أفضل للمصريين، والانطلاق نحو بناء مصر الجديدة". وأشار المتحدث ذاته إلى "برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي استهدف تصحيح الاختلالات الخارجية والداخلية الكبيرة، وتشجيع النمو الاحتوائي وخلق فرص العمل، وزيادة الإنفاق الاجتماعي، ووضع برامج وإجراءات الحماية الاجتماعية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجاً، وهو ما ساهم في تخفيف عبء الإصلاح الاقتصادي عن محدودي الدخل، حيث تسارع نمو إجمالي الناتج المحلي من 4,2% في 2016/2017 إلى 5,3% في 2017/2018؛ وانخفضت البطالة من 12% إلى أقل من 9%؛ وتقلص عجز الحساب الجاري من 5,6% من إجمالي الناتج المحلي إلى 2,4%"، مضيفا أنه "في الفترة القادمة، سيكون من أهم الأولويات زيادة الإيرادات لتوفير الإنفاق الضروري على الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية". وأكد السفير أشرف إبراهيم أن "العلاقات المصرية المغربية الممتازة تشهد تدعيما على كافة المستويات، وتشهد تنسيقاً على أعلى المستويات في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والأمنية"، مشيراً إلى أن "زيارات وزير الخارجية المغربي للقاهرة هذا العام توضح مستوى التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والإفريقية والعربية لمعالجة الأزمات والقضايا التي يواجهها عالمنا العربي لتحقيق الاستقرار في وطننا العربي". وأضاف المسؤول الدبلوماسي المصري أن "العلاقات الاقتصادية والتجارية تشهد تطوراً مستمرا خلال الفترة الأخيرة"، موضحاً أن "زيارات رجال ومنظمات الأعمال المصرية لا تنقطع نتيجة زيادة الرغبة من جانب مجتمع الأعمال في مصر للتعاون مع مجتمع الأعمال المغربي، كما أن هناك رغبة متزايدة من قبل مجتمع الأعمال في المغرب للتعرف على الفرص المتاحة لتعزيز فرص التجارة والاستثمار مع مصر؛ وهو ما انعكس على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، حيث وصل إلى حوالي 700 مليون دولار بنهاية عام 2018؛ وبزيادة بلغت حوالي 26% بالمقارنة بعام 2017. كما أن الاستثمارات المصرية تتزايد في المغرب، حيث وصلت إلى حوالي 250 مليون دولار، ومن المنتظر أيضا أن تشهد هذه الاستثمارات زيادة خلال الفترة القادمة". واستعرض السفير المصري أولويات بلاده خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، حيث حددها في "تعزيز التنسيق والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية، على أسس من التكاملية وتقسيم الأدوار وتجنب الازدواجية واستغلال الميزات النسبية لكل منها، للارتقاء بمعدلات الاندماج الإقليمي والقاري، وتسريع إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وما تفتحه من آفاق جديدة للتكامل والتنمية في ربوع القارة". وختم أشرف إبراهيم كلمته بالتعبير عن يقينه بأن "ما يجمع مصر والمغرب من روابط راسخة وتاريخ مشترك ومصالح وموارد متعاظمة تؤهل البلدين لشراكة إستراتيجية كاملة، يعمل عليها البلدين بجد وإخلاص".