دخل حزب العدالة والتنمية في مواجهة مباشرة مع حليفه في الحكومة حزب التجمع الوطني للأحرار بسبب "هوس" انتخابات 2021، إذ هاجم "إخوان العثماني" تصريحات سابقة صادرة عن قيادة "الحمامة" نصبت عزيز أخنوش رئيساً للحكومة المقبلة. ووجه "البيجيدي" من خلال أنشطته الحزبية نهاية الأسبوع الماضي رسائل سياسية قوية إلى غريمه السياسي "التجمع"، وصلت إلى حد اتهام القيادي في الحزب خالد البوقرعي، محمد أوجار، عضو مكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ووزير العدل، ب "التطاول والاعتداء على اختصاصات الملك من خلال القول إن أخنوش سيقود حكومة ما بعد انتخابات 2021". ولم يُفوت "البيجيدي" فرصة مرور وزير الشباب والرياضة، القيادي "التجمعي" رشيد الطالبي العلمي، بمجلس النواب، للحديث عن تداعيات إقصاء المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم؛ إذ وجه فريقه البرلماني نقدا شديدا إلى المسؤول الحكومي، محملا سياساته الرياضية مسؤولية الخروج المذل من دور ثمن "الكان". الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة هاجم بدوره وزراء "الأحرار"، وقال إنهم روجوا فقط لحصيلة حزبهم خلال تقديم الحصيلة نصف المرحلية لعمل الحكومة. كما اتهم العثماني، في نشاط حزبي الأحد الماضي، "التجمعيين"، دون ذكرهم بالاسم، بالوقوف وراء حملة استهداف يتعرض لها تنظيمه السياسي. ومن شأن تصريحات قيادة حزب العدالة والتنمية ضد حليفه أن تُعيد الأزمة إلى التحالف الحكومي الهش، الذي مر من منعرجات كادت أن تعصف به رغم محاولة العثماني التأكيد أن الخلافات بين مكونات الحكومة أمر طبيعي وليست مصدرا للقلق. وتواصل الأزمة الصامتة بين الحزبين في التأثير على مشاريع حكومية إستراتيجية، من ضمنها مشروع القانون الإطار للتعليم، الذي يوجد في حالة "بلوكاج" بالبرلمان بسبب الخلاف بين نواب حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار. مصادر مقربة من قيادة "التجمع" أكدت في حديث مع هسبريس أن "التصريحات التي أطلقتها قيادات "المصباح" ضد الحزب، خصوصا تلك التي استهدفت محمد أوجار بالاسم، من شأنها أن تؤثر على العلاقة مع "البيجيدي"". وردا على اتهامهم من طرف العثماني ب"الهوس الانتخابي"، أشار المصدر ذاته إلى أن "المهووس بمحطة 2021 هو الذي يتحدث عنها في كل أنشطته الحزبية، وأيضا في اجتماعاته الداخلية، دون أن يُحاول إظهار ذلك للرأي العام".