وفدٌ عسكري مُكون من أبرز الضباط في القوات المسلحة الملكية المغربية قام بزيارة موسعة إلى مقر حلف شمال الأطلسي مستهل الأسبوع الجاري، وهي الزيارة التي سلّطت الضوء على "الدبلوماسية العسكرية" الثنائية بين الطرفين، تحديدا ما يتعلق بالتعاون الاستراتيجي الذي يجمع المملكة بالمنظمة في الشق الخاص بالمشاورات والتنسيق بخصوص مختلف القضايا التي تهم المنطقة. ووفقا لما كشفت عنه منظمة "الناتو"، فإن قسم الشؤون السياسية والسياسات الأمنية استقبل الوفد المغربي، موردة أنها أول زيارة لضباط عسكريين من المغرب إلى مقر حلف شمال الأطلسي، وتدخل في إطار أنشطة الدبلوماسية العامة بين المنظمة والمملكة. وقد تضمن برنامج الزيارة جلسات إحاطة ومناقشة بخصوص مواضيع عديدة ومتنوعة. وركزت "الزيارة العسكرية"، بحسب ما نشره الموقع الرسمي ل"الناتو"، على العلاقات بين حلف شمال الأطلسي، من قبيل منتدى التعاون المتعلق بالحوار المتوسطي بين الحلف وسبع بلدان جنوب المتوسط، والحديث عن مبادرة إسطنبول للتعاون، فضلا عن دراسة مختلف القضايا السياسية للهيئة الدولية، وتسليط الضوء على برنامج العلوم من أجل السلام والأمن، وجهود الحلف في مكافحة الإرهاب والدفاع السيبراني والحد من التسلح. كما زار الضباط العسكريون المغاربة المركز الأوروبي-الأطلسي لتنسيق الاستجابة للكوارث، وهو الآلية الرئيسية المخصصة لحالات الطوارئ المدنية التابعة لحلف "الناتو" في منطقة أوروبا-المحيط الأطلسي، ويعمل 24 ساعة في اليوم على مدار أسبوع كامل بغية الاستجابة السريعة والمنسقة إبان الكوارث التي تحدث سواء داخل أوروبا أو خارجها. نيكولا دي سانتيس، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حلف شمال الأطلسي، قدّم نظرة عامة على مختلف مجالات التعاون التي تجمع المنظمة ببلدان الحوار المتوسطي وبمبادرة إسطنبول للتعاون، وتحدثّ بشكل مفصل عن طبيعة التعاون الطويل والمعمق الذي يجمع المغرب ب "الناتو". كما أطلع مدير قسم الأمن التعاوني في الأركان العسكرية الدولية لحلف "الناتو" الوفد المغربي على أنشطة التعاون العسكري التي تجمع المنظمة مع الدول الشريكة، وتطرق أساسا إلى المساهمة الجوهرية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي في تعزيز الأمن العالمي ومدى قدرة مختلف القوات العسكرية الوطنية على العمل بصفة مشتركة، إلى جانب الحفاظ على استقرار المشاريع.