فتح مشروع التربية غير النظامية آفاقا واسعة أمام تلاميذ انقطعوا عن الدراسة لأسباب أو غيرها، من أجل مواصلتها من جديد وأيضا اجتياز امتحان الباكالوريا. نهيلة البوحلي، تلميذة بالثانوية ابن زيدون بسيدي سليمان، واحدة من بين الأشخاص الذين فتح مشروع التربية غير النظامية أمامهم آفاق العودة إلى المدرسة، لتجد نفسها اليوم بعد انقطاع لسنوات تجتاز امتحان الباكالوريا، وتحقق الحلم المنشود. وتقول نهيلة: "انقطعت عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات بسبب مشاكل شخصية، فالتربية غير النظامية هي مبادرة تفتح المجال أمام الأشخاص الذين عانوا من مشاكل وتوقفوا عن الدراسة من أجل العودة إليها ومواصلة المشوار". وتواصل: "كنت أدرس بشكل عادي إلى غاية المستوى الخامس ابتدائي، بعدها سافرت إلى الديار الإسبانية وتابعت الدراسة بها إلى حدود السنة الأولى إعدادي وعقبها عدت إلى المغرب". بسبب مشاكل عدم الإدماج، لم تتمكن نهيلة من مواصلة دراستها وتوقفت لثلاث سنوات عنها، وبفضل جمعية بمنطقة سيدي سليمان تمكنت نهيلة من مواصلة الدراسة عن طريق التربية غير النظامية. تتحدث نهيلة عن الصعوبات التي واجهتها خلال متابعة دراستها، قائلة إنها غالبا ما كانت تواجه كلمات من قبل "كبرت في السن وتدرس مع من هم أصغر منها" أو "مكانك ليس هنا". تقول نهيلة إنها واجهت كل هذه النظرات السلبية بقوة الإرادة، فاستطاعت التفوق في الامتحان الجهوي الذي حصلت فيه على معدل يفوق 16 نقطة، فيما حصلت في امتحانات المراقبة المستمرة على معدل يناهز 18 نقطة. ويشيد مصطفى أوشريف، المدير الإقليمي بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بسيدي سليمان، بالنتائج التي حصلت عليها نهيلة، مؤكدا أيضا على أهمية مشروع التربية غير النظامية، قائلا إنها "تجربة تستحق كل التشجيع، تعكس مدى أهمية مشروع الفرصة الثانية الذي توليه الوزارة أهمية كبيرة". وتستهدف التربية غير النظامية اليافعين غير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة، يلزم وضع برنامج وطني شامل للتربية غير النظامية وتنفيذه، يهدف إلى محو أمية اليافعين والبالغين من 8 إلى 16 سنة من العمر، قبل متم العشرية الوطنية للتربية والتكوين. ويلزم السعي إلى إكسابهم المعارف الضرورية وإعطائهم فرصة ثانية للاندماج أو إعادة الاندماج في أسلاك التربية والتكوين، بوضع جسور تسمح لهم بالالتحاق بهذه الأسلاك. وتجدر إفادة هذه الفئة ببرامج تعليمية مكثفة حسب تنظيم بيداغوجي يأخذ بعين الاعتبار خاصياتها، ويعالج الأسباب التي حالت دون دخولها المدرسة أو عزوفها المبكر عنها.