واصل عبد الإله بنكيران تخصيص الكلمات، التي يبثها على صفحة سائقه فريد تيتي على "الفيسبوك"، للجانب "الدعوي"، إذ تطرق في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال إلى مسألة التحلي بالأخلاق من أجل تقويم سلوك وتصرفات المجتمع. واستهل رئيس الحكومة السابق كلمته بالقول إنّ المغرب بحاجة إلى "شريحة تبني حياتها على السلوك المستقيم"، مضيفا "نحتاج إلى شريحة تعالج المغرب من المرض الذي مرض به الناس، وهو أنهم يعتبرون الشأن العام، أي السياسة والحكم، وسيلة للكسب السهل". ودافع بنكيران عن الامتيازات التي يحصل عليها مسيّرو الشأن العام، إذا حصلوا عليها بشفافية، وأبدى رفضه لمسألة أن يشتغل المسؤولون بدون أجْر. وقال موضحا: "لم نصل بعد إلى درجة أن يكون المسؤولون لا يقبلون الأجور، ولا نريد أن نصل إلى هذا الأمر"، مضيفا "إذا أتت أجرة أو امتياز عْلى عِينك أبني عدي مرحبا به، فالعمل في سبيل الله ليس معناه أن تعمل بالمجان، بل أن تأخذ أجرتك بدون أن تمدّ يدك إلى ما حرم الله". ورَبط بنكيران تقدّم الأمم برقيّ أخلاق شعوبها، مقدّما إياه على الصناعة، إذ قال إن "الاتحاد السوفياتي كانت فيه الصناعات الثقيلة، ولكن الناس كانوا يهربون منه ويذهبون إلى بلاد أخرى فيها العدل. إذا تيسرت الصناعة والبنية التحتية فهذا جيد، وإذا لم تكن فإن المهم هو أن يكون الناس خيّرين وذوي أخلاق". بنكيران قال إنه كان حريصا على نظافة اليد واستقامة السلوك عندما قرر دخول غمار السياسة، حيث لم يكلّف نفسه صرْف سوى خمسين درهما في الحملة الانتخابية، التي أوصلته إلى البرلمان سنة 1999، في حين صرَف أحد منافسيه 45 مليون سنتيم، على حد تعبيره. وأضاف "رشحني الإخوة لدخول البرلمان، وخسرت فيها خمسين درهما، شريت لهم كراوصة للواحد بإحدى المحلبات، وبعد أن أصبحت نائبا بدؤوا يتفاوضون معي حول قيمة مساهمتي في صندوق الحزب، حيث طالبوني بدفع 8000 درهم، جاتني قاصحة، ولكن قبلت بدفعها حتى لا أعوّد نفسي على مرتّب كبير"، مضيفا "أنا شحيح شوية ولكن ماشي بخيل". بنكيران استغل كلمته أمام أعضاء حزبه بجهة بني ملال لمهاجمة المدافعين عن العلمانية، إذ قال في حقهم "إنهم يهرفون بما لا يعرفون"، قبل أن يضيف "واش البلاد اللي الشعار ديالها كيبدا باسم الله يْمكن نرجعوها بلاد علمانية. هادو صكوعا ما كيفهموش". وبالرغم من أن كلمته كانت ذات بعد "دعوي"، فقد استغل بنكيران ظهوره الجديد لتوجيه رسائل سياسية إلى الخصم الأول لحزبه، عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، بقوله: "أغراس أغراس مزيان يقولها سي أخنوش، ولكن خاصو يطبقها ماشي تكون غير شعار، لأنهم بمجرد ما يُنهوا اجتماعاتهم كيبدا التخلويض". وعن علاقة حزب العدالة والتنمية بالدولة، قال بنكيران إن "الملك وضع طابعه على حكومة العدالة والتنمية، رغم أن عبد الإله بنكيران لم يبق في منصبه، وهذه تجربة إسلامية فريدة ينظر إليها العالم كله ويحتذي بها"، قبل أن يستدرك قائلا: "إيلا الدولة ديالنا بغاتنا مبروك ومسعود، وإيلا ما بغاتش الله يعاونها". واستطرد بنكيران قائلا: "نحن لا نريد أن نتنازع على السلطة، بل فقط نعرض أنفسنا على الدولة وعلى الشعب، وإيلا الدولة ما بغاتناش على خاطرها، الله يعاونّا ويعاونها، وإيلا المغاربة ما بغاوش يصوتو علينا الله يصبحهم على خير، أشناهو المشكل".