على بعد ساعات من دخول طلبة الطب والصيدلة، مدعومين بآبائهم وأمهاتهم، في مقاطعة شاملة للامتحانات المزمع انطلاقها صباح غد الاثنين، أكدت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة أن هذه الامتحانات ستجرى وفق البرمجة الزمنية التي صادقت عليها الهياكل الجامعية لكليات الطب والصيدلة والأسنان، أي ابتداء من يوم غد. وأوضحت وزارتا الصحة والتعليم، في بلاغ مشترك، مساء اليوم الأحد، أنه تقرر إجراء الامتحانات غداً "بعد استنفاد جميع سبل الحوار مع ممثلي هؤلاء الطلبة". وهدد المصدر الوزاري ب"اتخاذ كافة الإجراءات القانونية المعمول بها ضد أي شخص يقوم بعرقلة السير العادي لهذه الامتحانات". المصدر الوزاري ذاته أكد أنه "تم اتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان حق جميع الطلبة في اجتياز الامتحانات في أحسن الظروف"، في رد غير مباشر على بعض الجمعيات الحقوقية، التي دخلت على خط أزمة طلبة الطب، وقررت إرسال لجان إلى سبعة مواقع جامعية تجرى فيها الامتحانات. وعمليا، سيدخل طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان صباح غد، في المواقع الجامعية المعنية، معركة كسر العظام ضد الحكومة، حيث سيتم اختبار مدى نسبة نجاح المقاطعة الشاملة للامتحانات، في الوقت الذي يؤكد الوزير أمزازي أن "الاختبارات ستجرى بمن حضر". وتجاهلت وزارتا الصحة والتعليم دعوة رؤساء ثمانية أحزاب برلمانية، من الأغلبية والمعارضة، اقترحت حلولا وسطية تقضي ب"توضيح وتوثيق وترسيم الاتفاق حول النقط المحسومة والاتفاق على مواصلة الحوار حول النقط العالقة"، وفي حال حصول هذا الاتفاق "تحديد موعد جديد معقول لإجراء الامتحانات بما يرصد المكتسبات ويفتح آفاقا جديدة ويبعد شبح هدر سنة من العمل الدؤوب". البلاغ الوزاري أوضح أنه "تغليبا منهما لمصلحة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، التزمت الوزارتان بأجرأة 14 نقطة تم الاتفاق حولها مع ممثلي هؤلاء الطلبة"، ضمنها "إرساء امتحان وطني للتأهيل لا يختلف إجراؤه وتنظيمه عن الكيفية التي تجرى بها الامتحانات السريرية حاليا، ويتم تنظيمه على امتداد 3 دورات خلال السنة السابعة من التكوين بالنسبة لدبلوم دكتور في الطب، والسنة السادسة من التكوين بالنسبة لدبلوم دكتور في الصيدلة، وعند نهاية التداريب الاستشفائية بالنسبة لطلبة السنة السادسة من دكتور في طب الأسنان، وبالتالي لن يكون له أي تأثير على مباراتي الداخلية والإقامة بالنسبة لطلبة طب الأسنان". وأشار البلاغ إلى أنه تم الاتفاق على "الرفع التدريجي من المناصب المخصصة للمباراة الخاصة بالأطباء الداخليين، علما بأن طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية هم المعنيون بهذه المباراة حسب هذا الإطار القانوني المنظم لها"، بالإضافة إلى "حذف الميزة على مستوى دبلوم دكتور في الطب ودبلوم دكتور في الصيدلة ودبلوم دكتور في الأسنان لتبقى الشهادة على ما كانت عليه سابقا". وأضاف البلاغ نفسه أن الاتفاق يضمن "استفادة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان من نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بالطلبة على غرار باقي الطلبة"، ناهيك عن "إشراك جميع المتدخلين، وعلى الخصوص ممثلي الأساتذة الباحثين وممثلي الطلبة لتسريع إخراج دفاتر الضوابط البيداغوجية الخاصة بنظام دراسات السلك الثالث، مع الإشارة إلى أن نظام دراسات السلك الثالث المعمول به حاليا ما زال ساريا إلى غاية السنة الجامعية 2021 – 2022". وبالنسبة إلى طلبة الطب، أورد المصدر الحكومي أنه تقرر "تغيير المنشور رقم 48 م م ب الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 2017 المتعلق بتدبير التداريب الخاصة بطلبة الطب المكلفين بمهام طبيب داخلي في الطب (السنة السابعة) بإشراك الطلبة وذلك قبل شهر شتنبر 2019". وأبرزت وزارتا الصحة والتعليم أنه تم "اشتراط توفر كليات الطب الخاصة والمحدثة في إطار الشراكة على مراكز استشفائية خاصة بها عند الترخيص لها من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي". وبخصوص النقطتين المتبقيتين، أكد المصدر الحكومي على التزام وزارة الصحة بالعمل على مواصلة الرفع من عدد المناصب المخصصة لمباراة الإقامة؛ والتزامها أيضا، بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بمراجعة المرسوم رقم 2.91.527 المتعلق بتنظيم المباراة الخاصة بالأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان المقيمين، بما يضمن حقوق ومكتسبات طلبة كليات التكوين الطبي العمومي في ولوج تكوينات التخصص. والتزم المصدر ذاته، وفقا للبلاغ، ب"إحداث لجنة مكونة من مختلف المتدخلين، بمن فيهم ممثلو الأساتذة الباحثين والطلبة، تتولى مهمة دراسة الحيثيات المرتبطة بتعديل المرسوم رقم 2.91.527 سالف الذكر، بما فيها دراسة إمكانية تحديد النسب ما لم يتعارض ذلك مع النصوص القانونية الجاري بها العمل؛ وحذف الشق المتعلق بمعدل النقاط المحصل عليها خلال سنوات التكوين السبع من مكونات اختبارات المباراة". الوعود الحكومية تضمنت أيضا "إبرام شراكة مع الهيئة الوطنية لأطباء الأسنان، وتوفير شروط تنفيذ مقتضيات دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لدبلوم دكتور في طب الأسنان، بما فيها أرضية التداريب الاستشفائية الخاصة بالسنة السادسة، وكذا تقديم مضمون متكامل للتداريب في إطار هذه السنة".