انطلقت أولى تجاربها الغنائية على خشبة المسرح المدرسي، ثم الجامعي، بهدف تقاسم موهبتها والتعرف على شغفها وحبها للغناء. سحر الصديقي مغنية وممثلة مغربية تعرف عليها الجمهور المغربي في أحد برامج اكتشاف المواهب الشابة على القناة الثانية، لتعبر الحدود إلى مسابقة غنائية دولية بلبنان، حيث تميزت بأسلوبها الخاص في أداء مقاطع غنائية لموسيقى البلوز والجاز. الصديقي لم تكتف بالغناء، بل تعدته إلى تشخيص أدوار سينمائية وتلفزية استهلتها بالمسلسل الرمضاني «زينا»، الذي اكتشف من خلاله الجمهور المغربي موهبتها في التمثيل؛ لتتعاطى في مرحلة موالية للإخراج بمعية زوجها المخرج المغربي منصف مالزي. في هذا الحوار التقت هسبريس بسحر الصديقي، وسألتها عن تجربة الإخراج التي خاضتها في الآونة الأخيرة، وعن التكاليف الباهظة التي تسببت لها في أزمة مالية، وأيضا عن ولوجها مجال التمثيل مقابل إهمال الغناء الذي شكل نقطة انطلاقة فعلية لمسارها الفني. دينامية وحركية قوية عرفها مسارك الفني خلال السنتين الأخيرتين، ما سر ذلك؟ حقيقة، السر وراء هذه الحركية جد بسيط، وهو شغفي وحبي للمجال الفني، إضافة إلى طريقة اشتغالي التي أحرص فيها دائما على الدقة والعمل وفق منهجية محكمة تجعل جميع خطواتي مدروسة، دون إغفال الدور المركزي الذي يشكله زوجي في مشواري المهني والفني، باعتبارنا ثنائيا فنيا جمعتنا أفكارنا الفنية المتقاربة، وجعلتنا نسير معا نحو النجاح. هل تنتهج سحر إستراتيجية معينة أم أن الحظ حليفها في المجال الفني، نظرا لظهورك المكثف على الشاشة التلفزية؟ ربما هما معا، إلى جانب خطة عملي التي أنهجها في كل سنة، أجد الحظ رفيقي في بعض الفرص غير المتوقعة، والتي تعرض علي بشكل مفاجئ ولا أرفضها مادامت ستقدم إضافة إلى مساري الفني. شخصيتك يطبعها الهدوء، بعيدة عن الصراعات والخلافات داخل المجال الفني، هل الأمر نفسه ينطبق على شخصيتك في حياتك الخاصة؟ هدوئي ليس أمرا جديدا، فمنذ صغري كنت أجلس في مكاني لا أحرك ساكنا، هذا ما حكته لي أمي عن طفولتي. أفضل الهدوء وأبعد كل البعد عن الصراعات. لكن شخصيتي تنقسم إلى جانبين؛ فإذا ما قلل أحدهم من شأني أو أحسني بالدونية فإن انفجاري يكون كارثيا. انشغالك بأدوار تمثيلية أصبح يبعدك عن الغناء، هل يأخذ منك التمثيل وقت الغناء؟ أكيد، التمثيل يبعدني عن الغناء، إذ يأخذ مني حيزا زمنيا مهما، وخاصة يسلبني العطاء والجهد الذي أوفره له، فتركيزي كله ينصب على التمثيل، وبالتالي لا يفسح لي المجال للتفكير في منتوج غنائي في المستوى الذي أسعى إليه دائما. لكن أعد جمهوري بإصدار ألبوم غنائي خلال فصل الصيف المقبل. هل يمكن اعتبار أن حظوظك في التمثيل أوفر من الغناء؟ ليست أوفر، وإنما أنا جد متطلبة وانتقائية في اختيار الأغاني التي تعرض علي، ولا أرضى بأي عمل كيفما كان. أجد نفسي غير مقتنعة إذا لم تكن لي بصمتي، سواء في الكتابة أو التلحين. ما هو أحسن دور سينمائي أو تلفزي أديته بحبكة في نظرك؟ أنا حريصة دائما على أن يكون كل دور أقدمه أحسن من الدور الذي سبقه، وأظن أن آخر عمل لي في فيلم «هاينة»، من إخراج علي مجبود، والذي سيرى النور قريبا، هو أحسن دور لي إلى حدود الساعة. سحر، احك لنا عن طريفة من الطرائف وقعت لك في المجال الفني أتذكر طريفة حديثة، خلال تصوير فيلم «هاينة» أتى شخص وطلب منا قدرا ماليا مقابل تصوير مشهد بأحد الأحياء، مدعيا أنه ملكه، وأن التصوير ممنوع إذا ما لم نعطه المال؛ واتضح بعد ذلك أن الرجل مريض ويريد دراهم قليلة ليقتني وجبة الإفطار. ولجت عالمي الإخراج والإنتاج رفقة زوجك، وصرحت بأن إنتاج الفيلم السينمائي «طاكسي أبيض» تسبب لكما في أزمة مالية خانقة، ما سبب ذلك؟ صراحة عشنا أزمة مالية، خاصة أن إنتاج "طاكسي أبيض" تطلب تكاليف باهظة، إلى جانب مشروع آخر خاص كلفنا أموالا طائلة؛ الأمر الذي دفعنا إلى الاستعانة بأفراد عائلتنا لتجاوز هذه المحنة والاستغاثة بقروض بنكية. «لوزين» فضاء ثقافي يستقطب الشباب لإبراز طاقاتهم الغنائية، وكذا التعبير عن مكنوناتهم الداخلية، من أين أتت فكرة «لوزين»؟ "لوزين" فكرة زوجي..عندما اقترحها ساندته ورحبت بها؛ هو فضاء لتقاسم الأفكار وتفجير الطاقات واكتشاف المواهب الشابة.. نعتمد برنامج عمل أسبوعي محدد للدفع به إلى الأمام. سحر اليوم أم لطفلة اسمها رزان، احك لنا قصة تسمية ابنتك هذا الاسم.. قصة غريبة بعض الشيء.. استيقظت ذات صباح على اتصال هاتفي من أمي تخبرني بأنها حلمت بي أرتدي فستانا أبيض وأحمل فتاة جميلة اسمها رزان، كنت آنذاك في أولى شهور حملي، وفي اليوم نفسه كان لي موعد مع الطبيبة لمعرفة جنس الجنين، فأخبرت أمي بأنه إذا تحدد الجنس وكانت فتاة فسأسميها مباشرة رزان بدون أدنى تردد.. والصدفة أنها كانت فتاة فسميتها رزان.. هذا هو السبب. *صحافية متدربة