قال صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم"، قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته" رواه مسلم. (لم يذكر الحاضر عداء لأي زي باستثناء اللباس الإسلامي !) حفيظ المسكاوي: الحرب النفسية على المحجبات /هسبريس 2010-09-08 (...فلنقرأ السلام على صحافة الصحفي فيها يدغدغ قلمه عضوه التناسلي !...) المقال... نشرت جريدة مغربية ما أسمته "فضائح المحجبات" من خلال جمعها لشتات ما تفرق على المواقع الإباحية في الأنترنت لتوهم المغاربة بأن الأمر يتعلق بمغربيات فقط، وهذا استبلاد وضرب للمهنية مابعدهما استبلاد وضرب! وإن المرء ليأسف ونحن في ظل هذه الظرفية ، وفي ظل المؤامرة التي حيقت بالتعليم في المغرب ، تخرج لنا كراكيز إعلامية لا تضن برَكْم السخافات ، وكأن قضية المغاربة ومصائرهم إنما ترتبط بالجنس وبالفضائح ، وبتضخيم كاذب ومقصود لغاية في النفوس المريضة الحاقدة على خلق الحياء ، وعلى خلق الحجاب ، أتساءل مع علاقة العاهرات بخلق الحجاب الشرعي حتى يوصفن بالمحجبات ! إن المرء حين يكون أفكاره من خلال وسائل الشحن الإعلامي ، فإنه سيصير إلى كارثة معرفية في زمن تطور فيه الشعوب المتقدمة المنهاجية المعرفية،يتم التعامل مع القيم والعقائد والأخلاق والموروثات بإجحاف واختزال وبلادة وجهل ! وما يحيط بالمجتمع من أفكار وأحداث ومتغيرات بكل رعونة واندفاع أشبه باندفاع المصائب المقتحمة ، فيفهم كل شيء ويصير الجهل والبلادة عينهما مرجعية لهذا "الفهم" ، ولك أن تتخيل بعد ذلك علائق مجتمع هذه حاله، كيف سيتطور وأفراده يدينون النقد ويتهم منهم التافه ذا فكر متبصر قضى ليله ونهاره وعمره في العلم أو الفكر ، أن تتصور مدى رسوخ الإستبداد فيه وعلى أي غضن يعشش حين يدان خبير السياسة والنظم ويلقي "سحرة فرعون" هذا الزمان "عصيهم" أقلامهم ليسحروا بها أعين الناس ! أن تصير لدينا جرائد صفراء ونحن بأمس الحاجة لما يعبر عن الآلام والآمال لعمري تلك مصيبة ومؤشر على تخلف في واد سحيق بلا قرار ، ولكم كان صادقا الصحفي الإسباني " إغناسيو سامبريرو" حين وصف الصحافة المغربية بالكارثة...فلنقرأ السلام على صحافة الصحفي فيها يدغدغ قلمه عضوه التناسلي ثم يقول : إني أصف الواقع ، كما يقول من يشاهد إني أشاهد الواقع ! وقد يستدلون ببيت أبي نواس الذي تحقق انحرافه في أيامه الأخيرة : علمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه... ! إن وسائل الإعلام ذات المرجعية العلمانية التي تحقد على الدين وعلى قيمه ، تعمدت تحريف المفاهيم وتحوير الأفكار، ومن هذه المفاهيم ، مفهوم الحجاب ، ولابأس أن نقول أنه للوصول لأي حقيقة معرفية لابد أولا من اتباع منهجية توصل إلى هذه الحقيقة كما هي في مظانها ، وإن وسائل الشحن التي تأتي بكل ما هو جاهز ، وتقدم أفكارا يعجز "القارئ" المغربي عن فهمها أو تحليلها ، ليس من المنهجية في شيء ، ذلك أن من يحمل صحيفة بين يديه لا ينعت بالقارئ حقا حتى يستكمل مستويات القراءة بصرف النظر عن فهم المقروء ، نتحدث عن التركيب وعن التقويم وفهم الماوراء والمقصود الخفي ، الذي يقرأ الحروف هو قارئ وقراءته قراءة بالمعنى اللفظي فقط ، أما بالمعنى الأرقى فالقارئ والقراءة أكبر من مجرد فك الحروف بل وحتى من فهم المفردات والتركيبات ! قل نفس الشيء بالنسبة للأمية ، الأمية التي تغير مفهومها اليوم ليتجاوز مجرد فك الحروف ، والمغرب لما يتجاوز بعد أمية تجاوزها الناس ولم تعد تصنف إلا ضمن أميات ما بعد التاريخ بقليل ! ولأن كانت المدرسة المغربية بكل أسلاكها تخرج أفواجا من فكاكي الحروف ، فإنها لا تزال عاجزة عن فك الأمية الثقافية والأمية التقنية والملعوماتية ! قلت إن الحجاب هو من المفاهيم المحرفة قصدا مقصودا لغاية في نفس شياطين الإعلام ، ذلك أن أي ظاهرة يسهل الحكم عليها بعزلها من سياقها التاريخي أو الإجتماعي أو الديني ، والحجاب هنا مفهوم تم عزله عن حقيقته في مظنته وهي الشريعة وعلم الأخلاق ! ليقوم الإعلام بحفظ اللفظ مع إفراغ المحتوى والمعنى وإسبال معنى آخر يخدم النفسية الحاقدة المريضة . إنكم معشر الشياطين ، تصورون عاهرات في أوضاع إباحية وتعلقون على الصور كما تشاؤون ليظن القارئ الظنون وتنطال عليه السموم المنفوثة كما ترجون بابتسامات الرؤوس المحروقة ، مكر الثعالب وتدبير ليل ! إن الحجاب هو جملة من السلوكات ليس اللباس الساتر المنضبط بشروط الشرع إلا جزء منها ، فالتي ترتدي لباسا ساترا لكنها لا تتستر في سلوكاتها ولا أخلاق لها ولا تستحيي ثم تفعل ما تشاء وتصور بأوضاعها المخلة ، فليست متحجبة ألبتة ، هذه عاهرة..ما علاقتها بالحجاب؟ ! لكن حين يأتي تافه كائنا من كان ، ثم يصور امرأة في أوضاع مخلة وهي ترتدي ذاك الذي تسميه الشياطين تلبيس إبليس "الحجاب" وما هو بحجاب بل هو لباس ينبغي أن يكون ضمن معادلة الستر ، فالغرض واضح هنا وهو أن تكره المرأة مفهوما وليس لباسا ، أن تحور قناعاتها وتترسخ لديها فكرة أن الحجاب إنما هو لباس يخفي نفاقا ، وهذا هو مبتغى شياطين الإعلام ! أما وأن تقوم جريدة رخيصة بجمع ما تشتت في الركن الإباحي من الشبكة العنكبوتية وتسويقه للناس وإيهامهم أنه يتعلق بالمغربيات ، مساهمة في تلكم الصورة النمطية عنهن ، فلعمري هذا أخس عمل يقوم به "شمكار" حاقد لا من ينسب نفسه للصحافة والإعلام ! وأعتقد أن مثل هذه الموضوعات تستلزم رفع دعوى قضائية على الجريدة التي تثيرها باعتبار التدليس والصور الكاذبة التي أتوا بها من مواقع إباحية أخرى ونشر أخبار زائفة تمس بكرامة المغربيات وبخلق من الدين يرتبط بالمرجعية الإسلامية ! الدعوى ينبغي أن ترفع من جانب فاعلي حقل الإعلام ، باعتبار الإساءة الإعلامية التي تصرفها مثل هذه الموضوعات ما يجعل الناس يشمئزون وينفرون من الجسم الصحفي خصوصا مع وجود منافسة الصحافة الإلكترونية ، ومن جانب النساء المغربيات ..أما الذين ينسبون نفسهم للإسلام وللدعوة الإسلامية فهم اليوم منشغلون عن قضية الإنسان مع ربه بعجيج السياسة وظل البرلمان وتخطيط مستقبل سيكون زاهرا مع الملايين الجديدة، في سعي إلى مصالح على الأحسن سيختلط فيها الفئوي والشخصي مع ما هو عام اجتماعي ،أو يتقاضون مرتبات تكمم أفواههم وتجعلهم ينصرفون إلى مشاريع أهم من قضية الإنسان مع الأمانة ومع الرسالة ومع الله ، هكذا تركوا الساحة للغربان تنعق وتنعب وإن بتفنن يحسبه الأصم شدو العنادل وتغريدها ! إن بعض الباحثين قد أجهدوا أنفسهم في حرب يريدون بها تغيير واقع ، وإن كانوا لم يدلسوا ولم يكذبوا ، أفيأتي تافه ليغيره بالتدليس والكذب والبهتان ! لم يذكر الحاضر عداء لأي زي باستثناء اللباس الإسلامي ! إن الأعراف والتقاليد الذكورية بحسب المعادين لهذا الزي هي من فرضته على المرأة فرضا وكأن المرأة فطرت على البذاء ومج الحياء وإنما هم الرجال المستبدون..من له الحق في فرض هذه التقاليد ؟ لم لا يفرض المرء التقاليد التي يريدها هواه..أرجو من اللواتي ينصرن التبرج والتعري أن يتمردن على مواراة السوءات والعورات لأنه تقليد وعرف ذكوري منذ القديم وليخرجن عاريات تماما أو بالبكيني وليجعلن "الحياء" في إطار تقاليد يخلقنها لأنفسهن باختيارهن، لم لا يكون العري التام أو الستريبتيز في الشوارع أمام الملأ حياء جديدا..أم أنها تقاليد الرأسمالية والعلمانية الشاملة وحرية الإستعباد !