منذ حلول شهر رمضان، وابتداء من السادسة والنصف مساءً، وشاطئ أكادير يستقبل الراغبين في تناول وجبة الإفطار على الرمال المبللة قبالة أمواج المحيط الأطلسي. المواطنون يلتحقون برمال الشاطئ من مختلف المداخل زُرافات ووحدانا، وهم يحملون حقائب الأطعمة وقوارير المياه وكراسي الجلوس. وفيما يشبه توزيع المهام، يعمل الشبان على اختيار الأماكن الجيدة القريبة من أعمدة الإنارة الكهربائية التي لن يبلغها مد البحر إذا ما قرر المحيط أن يقلص مساحة الشاطئ. شبان هنا وهناك يحفرون خنادق صغيرة لصناعة موائد رملية، وآخرون يجلبون معهم كراس بلاستيكية وموائد حقيقية، في انتظار أن يلتحق بهم باقي أفراد الأسرة محملين بالأطعمة والعصائر قبيل الأذان. عائلات وزملاء يستهوي الإفطار الجماعي على شاطئ البحر العديد من الشباب بأكادير، ففي السنوات الأخيرة أصبح منظر الاستعداد للإفطار على الرمال بأكادير طقسا رمضانيا يغري الكثير من الأكاديريين. ولا يتعلق الأمر بالطلبة وزملاء العمل الذين ينظمون إفطارات جماعية مختلطة الجنسين، بل إن عائلات كثيرة تختار الإفطار قبالة الأطلسي لتغيير الروتين والابتعاد عن جو المنزل والتلفاز. يحرص رواد الشاطئ على جلب الأطعمة الجاهزة من المنازل، لكن هناك من يعتمد كذلك على مجامر الفحم لطهي "طاجين" أو "براد" شاي، وهناك من يجلب قنينة غاز صغيرة ليستغلها في الطهي أو تسخين الطعام. تغيير الروتين "لأول مرة آتي إلى هنا هذه السنة، لكنني أحرص كل سنة على الإفطار هنا ثلاث مرات على الأقل رفقة زوجتي وابنيّ، الإفطار هنا ممتع ويساعد على الاسترخاء وتغيير الأجواء"، يقول رب أسرة لهسبريس. بخصوص استعماله للفحم، يورد يقول المتحدث: "نستعمله لطهي الشاي وكذلك لتسخين الطعام، ونتخلص منه في صناديق القمامة بعد إطفائه، وليس في الأمر أي مشكل، والجميع ينظف مكان إفطاره بعد الانتهاء". خنادق وأزبال محمد المومن، أحد النشطاء الجمعويين بأكادير شارك هو أيضا في إفطار جماعي على الشاطئ رفقة أصدقائه، أورد أن ما لم يعجبه هو سلوك بعض رواد هذا الشاطئ بعد أن ينهوا إفطارهم. وقال في تصريح لهسبريس: "هناك مجموعات تترك الأزبال دون جمعها وتنصرف، وهناك آخرون يتركون خنادق وحفر كبيرة على الشاطئ دون أن يردموها ليعيدوا الوضع كما كان أول مرة". وأضاف: "لقد جئنا للاستمتاع بوقتنا مع الأصدقاء، مشاهدة الغروب وتناول الإفطار على الشاطئ، لكن يجب أن نفكر أيضا في عمال النظافة صباحا، وفي السياح الذين يمارسون الجري والأطفال الذين قد تهدد هذه الحفر سلامتهم".