طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، السياسيين الأوروبيين ب"ضرورة الوقوف في وجه" سياسيي اليمين المتطرّف "الذين يبيعون أنفسهم"، بعد أن كشفت تسجيلات كاميرا خفية محاولة تواطؤ بين نائب مستشار النمسا هاينز- كريستيان شتراخه وامرأة واسعة النفوذ. وقبيل توجّهها إلى تجمّع للحزب المحافظ الحاكم، على أبواب انتخابات المجلس الأوروبي، قالت ميركل في مؤتمر صحافي بالعاصمة الكرواتية زغرب "نواجه تيارات تريد تدمير أوروبا وقيمنا، وعلينا التصدي لذلك بحزم". وفيما لا تدافع أحزاب اليمين المتطرّف عن الأقليات، قالت ميركل إن "بيع السياسيين أنفسهم يلعب دورا، وعلينا أن نعمل بحزم ضدّ كل ذلك". وأمام تجمّع لحزب الاتحاد الكرواتي الديموقراطي، أكدت ميركل أن "الوطنية والمشروع الأوروبي لا يتناقضان". وتابعت "القومية عدوة المشروع الأوروبي، هذا ما علينا أن نوضحه في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات". وإضافة إلى ميركل ورئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، شارك في التجمّع مانفريد فيبر، النائب الألماني في المجلس الأوروبي وزعيم الحزب الشعبي الأوروبي أكبر تكتل ليمين الوسط في المجلس. ويبدو فيبر الأوفر حظا لخلافة جان كلود يونكر في رئاسة المفوضية الأوروبية. وقال فيبر أمام الآلاف من مناصري حزب الاتحاد الديموقراطي "سأتصدّى للقوميين، سأتصدى للشعبويين، لن يدمّروا الاتحاد الأوروبي". وتعهّد فيبر بأنه لن يعمل "في أيّ وقت وفي أي مسألة مع الشعبويين اليمينيين في البرلمان الأوروبي الجديد". وترجّح الاستطلاعات فوز حزب الاتحاد الديموقراطي ب6 مقاعد من أصل 12 مقعدا لكرواتيا في البرلمان الأوروبي. وتأتي تصريحات ميركل وفيبر بعد أن وجّه سياسيون ألمان بارزون دعوات إلى الناخبين بعدم الاقتداء بدول الجوار التي أوصلت شعوبها اليمين المتطرّف إلى السلطة. والجمعة قالت أنيغريت كرامب- كارنباور، زعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ الذي تنتمي إليه ميركل، إنه "يجب عدم السماح لأشخاص كهؤلاء بتولي أي مسؤولية في أوروبا". وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، المنتمي إلى وسط اليسار، إن المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز تصرّف "بلا مسؤولية" بإشراكه حزب الحرية اليميني المتطرف في حكومته. والجمعة استقال شتراخه (49 عاما) الذي تولى منصب نائب مستشار النمسا على مدى 18 شهراً. وجاءت هذه الاستقالة الطارئة للتخفيف من وقع الفضيحة، التي تهدد أيضاً صدقية حكومة كورتز، زعيم الحزب الشعبي المحافظ المتحالف منذ عام 2017 مع "حزب الحرية" برئاسة شتراخه. وتفجرت "فضيحة إيبيزا"، التي تُشكل ضربة قوية للمعسكر القومي الأوروبي، مساء الجمعة، مع نشر وسائل إعلام ألمانية فيديو صوّر بكاميرا خفية قبل سنتين، يُظهر شتراخه وهو يتناقش في فيلا بجزيرة إيبيزا، قبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية، مع امرأة، يعتقد بأنها مرتبطة بشخصية روسية، احتمالَ تقديم مساعدات مالية مقابل منحها مدخلا لعقود حكومية مع النمسا.