تعرف الفنيدق ، تلك المدينة الصغيرة بشمال المغرب، والتي يبلغ عدد ساكنتها 53 ألف نسمة (إحصائيات 2004 ) ، توسعا سكانيا كبيرا وتعيش على إيقاع تحول حضري متسارع ونهضة اجتماعية واقتصادية. وبفضل المشاريع المختلفة التي يتضمنها البرنامج المندمج لإعادة تأهيلها، أصبح بمقدور الفنيدق تحقيق تحول حضري، يوفر لساكنة المدينة وزوارها إطارا ملائما للحياة وبنيات أساسية وخدمات قرب من مستوى متميز. وهكذا، وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، الداعية لتحسين نوعية حياة المغاربة، وفق استراتيجية تنموية متناسقة ومتوازنة بين جميع جهات المملكة، تم إعداد برنامج للتنمية الشاملة خاص بمدينة الفنيدق، مكنها من تغيير حلتها بشكل كامل وقطع أشواط كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد تم إطلاق العديد من أوراش تأهيل المدينة تبعا لسياسة تعمير ذات أبعاد إنسانية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات السكان ومتطلبات حماية البيئة والتنمية المستدامة. وبالفعل فقد شهدت مدينة الفنيدق تحولات كبرى في ظرف سنوات قليلة، وأصبحت مدينة جذابة إن على مستوى التعمير أو السياحة أو التجارة والاستثمارات. ويتمثل أحد المبادئ الأساسية ضمن برنامج تأهيل مدينة الفنيدق لسنوات 2006 /2011 الذي رصدت له مئات الملايين من الدراهم، في احترام الطبيعة الهندسية المتوسطية وبشكل أساسي، العربية الأندلسية، بما يمكن من تثمين الخصوصيات المحلية والنهوض بالعرض السياحي للمدينة. واستأثرت أشغال تهيئة مدينة الفنيدق لوحدها بحوالي 61 في المائة من الميزانية المخصصة لهذا البرنامج، فيما خصص الباقي للطرق والنقل الحضري والإنارة العمومية وشبكات الماء والتطهير والتجهيزات الأساسية للقرب وصيانة الموروث الثقافي. وهكذا، تمت إعادة هيكلة مجموعة من الأحياء التي تعاني من قلة التجهيزات بمدينة الفنيدق، على أن يأتي الدور على أحياء أخرى في إطار البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري (2011 - 2014)، والذي رصد له أزيد من 300 مليون درهم ويشمل سلسلة من المشاريع المهيكلة الهامة بالنسبة للساكنة. كما تم، وبفعل مخططه التأهيلي، تجديد وسط المدينة وشوارعها، بالإضافة إلى تحسين وتهيئة كورنيش المدينة على طول عدة كيلمترات، دون أن ننسى إنجاز العديد من الساحات العمومية والفضاءات الخضراء. فضلا عن ذلك، فإن الطريق السريع المزدوج والذي جعل مدينة الفنيدق على بعد 10 دقائق فقط عن طنجة - المتوسط، عزز التنمية الحضرية للمدينة وثقة المنعشين العقاريين، المغاربة منهم والأجانب. وتشهد المشاريع التي أنجزت بمدينة الفنيدق في إطار برامج السكن الاجتماعي و"مدن بدون صفيح"، على العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس لسكان هذه المدينة الصغيرة بشمال المملكة. ففي نهاية 2007، استفادت أزيد من ألف أسرة من السكن الاجتماعي والذي رصد له مبلغ إجمالي يناهز 153 مليون درهم. ويجسد تطبيق البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري لمدينة الفنيدق الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لسكان هذه المدينة. ويشمل هذا المخطط الرباعي (2011 - 2014)، مجموعة من المشاريع من شأنها التغلب على أوجه القصور التي يعاني منها الفضاء المجالي، وتيسير ولوج الساكنة إلى البنيات التحتية الأساسية، ثم الاستجابة لحاجيات وطموحات ساكنة هذه المنطقة العزيزة على الملك..