يُنتظر أن يُشاهد سكان العاصمة السودانية الخرطوم الاحتجاجات المستمرة في بلدهم بعيون عدد من الفنانين الذين يرسمون الغرافيتي على الجدران ويعملون على إبداع إرث بصري للانتفاضة التي أطاحت بالرجل القوي، عمر حسن البشير، الشهر الماضي. وزين الفنانون جدران الخرطوم بما تحتفظ به ذاكرتهم من الاحتجاجات، كما رسموا لوحات للمتظاهرين والقتلى. وقال الفنان سيف الرحيمة "بنشارك الثوار بسلاحنا، سلاحنا اللي هو الريشة واللون يعني، فده اللي نقدر نشارك به ونعبروا فيه عن احساساتنا ومشاركتنا للشعب السوداني". ويهدف المشروع إلى إبداع جدارية ضخمة من القماش تُعّلق على جميع الجدران في المدينة. ولا تحمل الجدارية رسوما من الاحتجاجات المستمرة فحسب، لكنها تحمل أيضا توقيعات جميع أولئك الذين كانوا حاضرين منذ أن انتقل المحتجون لمخيم أمام وزارة الدفاع يوم السادس من أبريل نيسان. وقالت المتطوعة سارة حامد، المسؤولة عن جمع التوقيعات، إن من المتوقع أن يضع مليون شخص توقيعاتهم على جدارية القماش. وأضافت "أخيرا، ممكن نقول ثورتنا الحمد لله أخدت حقها تماما، من الشغل اللي كان حلو شديد اللي هو الجدارية بتاعتنا اللي هي إن شاء الله حتدخل الموسوعة مع اللوحات، الكمية اللي اشتغلوها الفنانون والهواة واللي هو شغل جميل جدا جدا، عندنا مساحات بتاعة تواقيع، تواقيع للثوار، تواقيع للحضور اللي كانوا موجودين هنا معانا من يوم ستة لحد اللحظة اللي حنخلص فيها من الجدارية إن شاء الله، هو عبارة عن كشف حضور بتاع ثورة بالنسبة لنا إحنا، متوقعين حاليا، أو إحنا حاطين تقريبا كده إن إحنا حيكون عندنا مليون توقيع إن شاء الله". وترى الفنانة آية عبد الرحيم أن المشروع محاولة لتوثيق الأحداث للأجيال القادمة. وقالت آية "أكيد ده توثيق، توثيق للتاريخ، وتوثيق لاسمي، وتوثيق للثورة، وتوثيق للسودان، اللي هي لو ما توثقت هتبقى حاجة جت ومشت بدون أي حاجة، حيبقى الأجيال الجايين ما عندهم تاريخ لأن هم ما عندهم تاريخنا، لأن إحنا بنوثق تاريخ الأجيال السابقة، بنوثق تاريخ الشهداء اللي ماتوا، بنوثق تاريخنا إحنا كتشكيليين". وقال الفنان معز ماهر، الذي يملك شركة سياحة، "أنا بأعتقد إنه تبقى المساحة بتاعة التشكيليين في منطقة الثورة كلها إنها تتحول لمزار سياحي وتتسجل في المزارات بتاعة وزارة السياحة كموقع للسياحة، زيه زي كل المواقع في سور برلين وفي مناطق كثيرة في أوروبا، مواقع الحرب ظلت هي التشكيل هو الوصمة الحقيقية التي ترجمت كل المظهر بتاع الثورة بكل أشكاله وبكل الفعاليات والانفعالات الداخلية من الناس عشان تتحول لمزارات، مش فقط تعني الثورة، ولكن تعني السياحة من أجل الذكرى ذاتها للفكرة". ويأمل منظمو مشروع جدارية القماش الضخمة أن تصل إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية. وأطاح الجيش السوداني بالبشير يوم 11 أبريل بعد أشهر من المظاهرات المناهضة لحكمه الذي استمر 30 عاما. والبشير أيضا مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب النزاع في منطقة دارفور. ويتفاوض محتجون ونشطاء مع المجلس العسكري الانتقالي لتشكيل هيئة مدنية-عسكرية مشتركة للإشراف على عملية الانتقال.